العلاقة الطردية ما بين ضعف المحتوى العربي وقلة التفاعل العربي

السلام عليكم ورحمة الله.

سؤال ممتع ومهم.

الجانب النفسي مهم جداً، لما يجيك شخص يرغب أن يبدأ بتجربة التدوين لكن حاط في باله نقطه ( لاتفاعل من العرب ) أو ( لا ردود ) أو حتى ( إن لم أجد دعماً خلال الثلاثة الأشهر الأولى فإن العرب\ المحتوى حقاً لايستحق تعبي)

فإنه من الطبيعي أن تجد هذه النظرة المتشائمة جداً من الكتاب والمدونين.

شخصياً بدأت التدوين منذ سنين طويله وانتقلت من موقع لآخر، صفحاتي الأربعة الأولى كانت صحراء قاحلة لكن هذا لم يزعجني شخصياً. الأمر الذي غير نظرتي للتدوين وجعلني “بطريقة ما” أفهم لماذا هذه النظرة التشاؤمية تجاه المحتوى الشخصي بشكل عام هو عندما بدأت في العمل على @crafty4all

مدونتي هذه بدأت بشكل غريب، ولم أنتبه أنها “مُهمة” و “تدعم المحتوى العربي” إلا بعد ان لاقت قبولاً وردوداً. أتعرفون متى حصل هذا؟

بعد سنة كامله من العمل الجاد والتدوين والترجمة اليومية للمدونه. سنه كامله أعمل مع صديقة نُترجم ونشرح وندفع من مالنا الخاص دون أي رد واحد من أي متابع، لكن لأننا نستمتع بهذه العملية لم ننتبه لذلك حتى بدأت فجأه شعبيتها تزداد ومن ثم بدأت موضة الأعمال اليدوية ومدوناتها تزدهر في الإنترنت.

قارن المدونات اليدوية قبل أربعة سنوات من الآن وأنظر للتغير الذي حصل. لا أقول أن هذا بسببي، بل لأن المتابع الذي كان يرى المدونه وإدخالاتها أحس بأن هناك شيء مُختلف.

لايوجد استجداء للردود أو عبارات تنطوي في داخلها نظرة متشائمة للقارئ ( لو كانت هذه الصفحة عن لرأيت كيت رتويت أو متابع) أو ( لأنها صفحة مفيده ادعمنا ولا تكن بخيلاً ). شخصياً أنفر بشدة من أي حساب أو مدونة مفيده إن حوت على سطر واحد يحمل بداخله نظرة استعلائيه “ أنا أنشر محتوى مفيد، قدر جهدي” أو تستجدي المتابعه والردود. مع أني شخصياً كصانعه للمحتوى أعرف تماماً الإحباطات والمال والعمل المرهق الذي يمر به الكاتب \ المدون.

الأمر بإختصار يحتاج لأن تكون صادقاً مع نفسك، إن أردت أن تطور المحتوى فأعمل بجهدك لما تحب، واترك ثناء الآخرين “ ودعمهم” يأتي مع الوقت.

لا أحد يدعمك فقط لأنك تقول بأنك ستفعل أو ستفعل، أو بدأت منذ أشهر قليلة وتريد أن ترى الدعم. أو حتى مرت عليك سنه أو اثنتان دون أن تصل لمستوى شهره معين وضعته برأسك دون أن تأخذ بالحسبان عوامل مثل الثقافة الشعبية والتوجهات والشريحة التي تعمل عليها.

المُشكلة مما أرى من الكتاب الكثر الذي يراسلونني حانقين من عدم وجود -الدعم الكافي - النفسي كان أو المالي هو أن الفرد يبدأ وفي باله أن عمله سيغير الإنترنت في ليلة أو ضحاها. دون أن يستوعب بشكل واقعي أن كُل شيء يحتاج لوقت طويل حتى ينضج، والنضج نفسه يحتاج لعوامل مناسبة على الكاتب أو صانع المحتوى أن يراقبها ويحاول قدر الإمكان أن يعدلها \ أو يعدل عمله حسب توجهاتها ليستطيع بذلك أن يُنمي محتواه مع الوقت ومع القاعدة التي تنمو ببطء.

+

إيش سالفة المقارنة الغريبة بين المحتوى العربي والإنجليزي؟ أنت تعرف بالتأكيد أن المحتوى الإنجليزي لا يُنمى من الإنكليز أو البلدان المتكلمة للغة الإنجليزية فقط صحيح؟ هذه لغة عالمية!

شخصياً أجد في المحتوى الإنجليزي بعض المعلومات المتعلقة بالميثيولوجيا اليابانية أكثر من ما أجده في المواقع اليابانيه نفسها!

so calm down and work hard, nothing come easy in this era.

أخي الكريم

الموضوع فعلا يستحق النقاش بل والقلق.

المحتوى العربي إجمالا لا يشكل سوى 1% فقط من المحتوى الإنساني على شبكة الإنترنت (المصدر:

)

ولكن هذا لا يمنع أو ينبغي أن يحبط كل من يود إضافة محتوى جديد. وهذا لن يحدث من تلقاء نفسه. بل يجب على كل متحمس للغته العربية أن يثري هذا المحتوى بشكل أو بآخر مثل مشاركة على موقع معرفي بما يعلمه. فما نظنه بديهيا عند أحدنا قد بل ومن المؤكد أن يكون جديدا تماما عند شخص آخر.

وهناك العديد من المواقع العربية التي ظهرت على على الساحة مؤخرا ترحب بالكتاب والمؤلفين لنشر إبداعاتهم و أفكارهم دون مقابل. مثل منشر (

) مقال كلاود (

) وموسوعة موضوع (

) وغيرها. بل هناك أيضا بالطبع العديد من المنصات العالمية التي تتيح الكتابة أو التدوين باللغة العربية مجانا ودون مشاكل مثل بلوجر (

) و وردبريس (

)

لذا فعلى كل متحمسي المحتوى العربي المفيد الصحيح الهادف أن ينقلوا هذا الحماس ويشجعوا أقرانهم عليه حتى يعود النفع بالنهاية على المجتمع العربي ككل. ومن ثم مع مرور الوقت سيلتفت الأغلبية للمحتوى الهادف المثمر والذي سيستمر ويبقى ويبتعدوا شيئا فشيئا عن المحتوى الاستهلاكي الذي لا يقدم مفيد. لذا فالنجاح حتى وإن جاء متأخرا لكل من يهتم بجودة المحتوى مضمون بإذن الله.

تحياتي

كلامك صحيح و لكن المردود المادي و ليس النفسي

و كذلك لدينا بيئة لا تفرق بين مقالات عالية المستوي و بين تافهة

مثلا مدونتك مقالاتها عالية المستوي و لكن البيئة لا تفرق بينك و بين مقالة تافهة على موقع اخر

ربما أيضا تعود الى طبيعة الشخص العربي الذي لا يحب الكتابة, أو ربما الذي لا يمتكلك هوايات, فالأغلبيو من الناس يقوم بأعمال لايهواها فقط لكسب لقمة العيش وبالتالي فهو ليس متحمس للكتابة عن المجال الذي يعمل فيه. فالاجنبي يكتب عن الشيئ الذي يعلمه حتى وان كان سخيفا في نظر البعض.

أما بالنسبة للمقالات المتخصصة, هناك عائقان, الأول من جانب الكتابة حيث يواجه الكاتب مشكلة في ترجمة المصطلحات مما يؤثر على مردوديته, والثاني أن القارء العربي في العادة يتسعمل اللغة الانجليزية للبحث عن المواضيع التقنية.

مثلا لدي مدونة في مجال المعلوماتية الحيوية, عدد الزوار مقبول لكن لا يوجد تفاعل. لكن هذا منتظر.

اظن ان التفاعل العربي غائب عن المحتوى العربي المفيد والعلمي اما عن التفاعل في امور التفاهة والمسابقات فالارقام مخيفة جدا وتفاعل اكثر من مبهر

لايمكن ان ننكر اهمية التفاعل مع المحتوى لان هذا التفاعل لايمكن ان يغطى من اي جهة وحتى لو كان الموقع يذر اموال لكن بدون تفاعل قوي ومفيد لااظن ان منشئ المحتوى سيكون مرتاح

حتى على شبكات التواصل الاجتماعي التي يكون التفاعل فيها سهلا نوعا ما لايوجد تفاعل كبير حتى ترى صفحات مليونية مفيدة والتعاليق فيها اغلبها اما اسئلة او تفاهات

في مدونتي الخاصة بالأشغال اليدوية و الديكور احاول الكتابة للمتعة و لنقل تجارب الاخرين في مجال الأعمال اليدوية إلى القارئ برؤيتي الخاصة لتلائم امكانية الشاب العربي. لكن للأسف قلة التفاعل على المدونة تجعلني أظن أن قيمة ما أكتب لا تساوي شيء، مع أني شاب و اخاطب من خلال المدونة كلا الجنسين و أهتم أكثر باستقطاب الشباب، لكن للأسف الشباب هذه الايام منشغلون أكثر بقراءة مراجعات الاجهزة و متابعة آخر تسريباتها التي لا تنقطع، أو برصد شائعات الممثل الفلاني و المطرب الفلاني، أو بالبحث عن الطرق السريعة للكسب من الانترنيت...

للإشارة هذه مدونتي:

لدي مدونتان واحدة باللغة العربية واﻷخرى بالانجليزية. المدونة العربية هي أكثر تفاعلاً وتحتوي على تعليقات أكثر من المدونة اﻹنجليزية. لكن ربما بسبب أن طبيعة كل مدونة مختلف. فالمدونة العربية أتكلم فيها عن مواضيع تقنية وغير تقنية، أي هي عامة. أما اﻹنجليزية فهي متخصصة في لغة البرمجة فري باسكال.

في مدونتي أعاني من هدا المشكل , قلة التفاعل , رغم اقتناعي الشخصي بجودة محتواي , لكن قلة التفاعل تشعرني كأنني أكتب للفراغ

وهدا يحبطني