في زمن تتلاطم فيه الأمة الإسلامية بين أمواج المقاومة والصراعات الداخلية، تتجلى غزة كمثالٍ حي للتضحية والجهاد في سبيل الله والدفاع عن المسجد الأقصى، في مقابل مشاهد أخرى تثير الحزن والأسى في بعض بلاد المسلمين، حيث تنغمس في مظاهر الانحراف عن القيم الإسلامية، وسط صمت وتخاذل من بعض العلماء.

غزة، تلك البقعة الصغيرة المحاصرة، تظل شامخة بشعبها الذي يقف في وجه الاحتلال الإسرائيلي دفاعًا عن أرضه ومقدساته. المقاومة في غزة ليست مجرد معركة عسكرية، بل هي رسالة لكل مسلم بأن نصرة الأقصى مسؤولية لا تقتصر على الجغرافيا، بل تشمل الأمة بأسرها. رغم الحصار والقصف، يبقى شعب غزة يقدم نموذجًا يحتذى به في الثبات والصبر والجهاد، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية ليست قضية وطنية فحسب، بل هي قضية عقيدة وأمة.

على الطرف الآخر، وفي بلاد الحرمين الشريفين، التي تحمل شرف احتضان مكة والمدينة، نرى مشاهد محزنة تعكس انحرافًا عن تعاليم الإسلام. تُقام فعاليات ترفيهية، تُروج للفساد الأخلاقي تحت مظلة الانفتاح، في تناقض صارخ مع مكانة البلاد كمهد الإسلام. هذه المظاهر لا تهدد هوية المملكة فقط، بل تُلقي بظلالها على الأمة الإسلامية ككل، كونها تُعرض في أرض الرسالة.

في ظل هذه التحديات، يبرز دور العلماء كعاملٍ حاسم في قيادة الأمة وإرشادها. لكن المؤسف أن كثيرًا منهم اختاروا الصمت، بل وبرر بعضهم الانحرافات بحجج واهية مثل "المصلحة العامة" أو "التطوير الحضاري". هذا التخاذل عن نصرة الحق ليس فقط خذلانًا للأمة، بل يُعد تواطؤًا مع الباطل، مما يعمق الفجوة بين الشعوب وقياداتها الدينية.

ك/ محمد باحسين