وأخيرا أنهيت كتابة مقالتي، وجمّعت أفكاري ولملمتها ليتَسَنى لها الظهور للعلن، كانت عملية فكرية مُرهِقة للغاية، فبعد تكوين فكرة الموضوع المحورية والتي يجب أن تتسم بالتميز والجاذبية تأتي عملية سردها على شكل فقرات وأجزاء ومحاور، وكان عليّ مراعاة البحث الجيد قبل كل هذا، وقد أنهيت الكتابة الآن، لكن انتظري! مازال أمامك الكثير لتنجزيه يا وفاء فلم يحن وقت النشر بعد، فمرحلة التحرير والتدقيق في انتظارك، وما أعقدها من مرحلة!

كل كاتب منكم يعلم أهمية عملية التحرير والتدقيق في صناعة المحتوى، لأن التحرير يلعب دورا أساسيا في تحسين جودة المحتوى، ويساهم في حسن تدفق النص وجعله أكثر سلاسة في فهم أفكاره، مما يجعل التفاعل معه أسهل للقراء، ولا شك أن التحرير الجيد يعزز الاحترافية في المحتوى ويضفي عليه طابعا من الموثوقية والإتقان.

لكنه يأخذ من الوقت الكثير ويستلزم الخبرة في قواعد اللغة والقدرة على تذوق الإبداع وإصلاح الخلل.

شخصيا تساعدني بعض الخطوات في عملية التحرير من أجل إنجاز أسرع مع ضمان الفعالية، حيث أقوم أولا بالتأكد من كافة المعلومات ومصداقيتها قبل الكتابة، وأحاول تجنب التكرار في الأفكار والكلمات بشكل غير ضروري، ويجب التأكد من تنسيق النص بشكل جيد، لتأتي بعد ذلك مرحلة التدقيق اللغوي وتصحيح الأخطاء اللغوية والإملائية ووضع علامات الترقيم المناسبة، لأصل بعد كل هذا لمرحلة القراءة بصوت مسموع من أجل التحقق من تأثير النص وفهمه.

وأنتم يا معشر الكتاب؛ ماهي الخطوات التي تعتمدونها في عملية تحرير ومراجعة أعمالكم الكتابية؟ وهل ترى أنه يجب إسناد هذه المهمة لجهة خارجية مختصة؟