هل هو سبب ثقافي يرجع إلى عدم تقديرنا لجهود الكتاب؟ (بسبب أننا أمة لاتقرأ أصلاً؟)...أم ان المحتوى المجاني أفسد عقليتنا وعودنا على أن كل شيء مجاني؟
هنا نسعى للخروج بأفكار ونقاشات تفيد الكاتب المخضرم والجديد لبناء محتوى أفضل.
تيد نيلسون الذي أتى بمصطلح Hypertext لديه أفكار عدة حاول تطبيقها ولم يفلح وبعضها ظهر للوجود لكن بشكل ناقص ومنها شبكة الويب، ابحث في ويكيبيديا عن مشروع زانادو (Project Xanadu) لتعرف بعض أفكاره التي ظهرت في 1960 وحتى الآن لم يطبق كثير منها ويرى أن شبكة الويب اليوم تقنية ينقصها الكثير.
مما ينقص شبكة الويب وجود بروتوكول لإرسال واستقبال المال، فكرة كانت في تصور تيد نيلسون لشبكة المعلومات وقد كانت أفكاره مصدر إلهام لتيم بيرنرز لي مخترع الويب لكن بينيرز لي لم يطبق معظم الأفكار بل اكتفى بالحد الأدنى من الخصائص لاختراعه الجديد وهذا ما جعل الويب سهلة الاستخدام لكن كذلك جعلها ناقصة ولا زال كثير من الناس يعملون لسد الفجوات ببطء، مؤخراً فقط اعترف بيرنرز لي بحاجة الويب لبروتوكول مالي يضاف للمتصفح لكي يبسط عملية دفع المال:
شبكة الويب أو الإنترنت عموماً هي أكبر آلة نسخ وهي أيضاً أفضل تقنية تجعل المحتويات والمعلومات مجانية، لهذا السبب ظهر اقتصاد الإعلانات في الويب لدعم هذا المحتوى المجاني لكن الإعلانات مزعجة بتقنياتها المختلفة وتقاطع المستخدم عندما يريد أن يشاهد مقطع الفيديو أو يقرأ المقال، لذلك تحرك أناس وشركات في اتجاهات مختلفة، ومنها تطوير تطبيقات تقدم تجربة استخدام أفضل مقابل اشتراك شهري، أو تطبيقات تشترى وتكون مصدر دخل لمطورها.
مثال صغير هنا، لعبة الطيور الغاضبة مثلاً ليست فكرة جديدة فقد ظهرت ألعاب قبلها تشبهها في الويب وتستخدم تقنية فلاش لكن مطوري هذه الألعاب لم يربحوا شيئاً، ظهرت لعبة الطيور الغاضبة لجهاز آيفون وآيباد وهواتف أخرى وربحت الشركة المطورة الملايين من تطبيق سعره أقل من دولار أمريكي.
مطور المحتوى عليه التفكير الآن بشيء مماثل، قيمة إضافية للمحتوى عند شرائه تبرر دفع مبلغ من المال، مثلاً هناك من ينشر كتب مجانية على الويب لكن مقابل شراء الكتاب سيجد القارئ مقاطع فيديو تعليمية ولقاءات مفيدة وربما فصول إضافية أو نسخة خاصة مطبوعة من الكتاب بتوقيع من المؤلف.
ربما علينا أن نبدأ موضوعاً آخر نمارس فيه "العصف الذهني" لأفكار تساعد على إضافة قيمة للمحتوى تجعله قيماً ويريد الناس أن يدفعوا مقابلاً له.
من ناحية أخرى لا يمكن إنكار مشكلة دفع المال، هذا ليس سهلاً في العالم العربي بسبب البنوك المتأخرة عن العالم وكذلك القوانين وثقة الناس ووعيهم التقني، هناك فكرة أن الرقمي يعني عديم القيمة لسهولة نسخه، ولهذا السبب ظهرت تقنيات حماية تمنع النسخ لكنها في نفس الوقت تتسبب في مشاكل لمن اشترى المحتوى كعدم إمكانية نقل المحتوى لحواسيب أخرى أو أحياناً توقف مزود DRM وبالتالي عدم استطاعة المستخدم الاستفادة من المحتوى الذي اشتراه بماله.
التوعية واجبة بخصوص الحقوق وكذلك قيمة ما هو رقمي، الاقتصاد الرقمي بدأ ومن المفترض أن يكون هناك وعي من الناس بقيمة هذا الاقتصاد الرقمي لأنه بدون دعم منهم سيضطر المطور إلى الإعلانات أو وسائل الحماية وكلاهما مزعج.
لأختصر الأمر:
لدينا مشكلة وعي بالحقوق.
مشكلة نظرة الناس الدونية لما هو رقمي ويرون أن الرقمي بلا قيمة.
مشكلة دفع المال.
نحن بحاجة لوسائل إضافة قيمة للمحتوى لكي نرغب الناس في شراءه، غالباً الجودة العالية تبرر السعر.
الاحظ أننا لا ندفع مقابل البرمجيات ولا ندفع مقابل المحتوى ولا الكتب، بشكل عام يبدأ المستخدم العربي بحساب الثمن البسيط الذي سيدفعه مقابل هذه الأشياء الهامة ويبدأ في حساب تكلفة هذه الامور ويخرج بنتيجة أنها باهظة الثمن وأن المؤلف أو المبرمج يأخذ أكثر من حقه، ثم يقول في نفسه المجاني أفضل وعندما أنهيه أفكر في المدفوع.
اما عندما يكون الأمر متعلقا بالأجهزة كالجوال والحاسب فإنه يدفع 10 وربما 100 ضعف ثمن المحتوى دون تفكير، طبعا هذا ليس عاما.
أيضا صعوبة الدفع الالكتروني في معظم الدول العربية سبب مهم في التوجه للمجاني، بل المقرصن ولو كان الاقتصار على الأمور المجانية فقط لكنا بخير، لكن هنالك من يقرصن المنتجات العربية (سواء كانت كتبا أم غيرها) مباشرة ويتيحها مجانا بغرض "فعل الخير ونشر المعرفة" وهذا موضوع آخر يحتاج لنقاش واسع.
واعتياد المستخدم على الحصول على كل شيء بسهولة دون أي تعب أو دفع بدءا من نظام التشغيل ويندوز إلى أبسط البرامج، أدى لزيادة هذه المشكلة.
الثقافة العامة أيضا وقلة قراءة الإنسان العربي تعد عاملا مهما
موضوع جميل يتحدث عن الدفع مقابل التطبيقات: البرامج لا تنبت على الأشجار
أولا دعونا نوضح بعض الأمور قليلاً
البعض كان يقول أن المحتوى لابد أن يكون فريداً من نوعه او يحل مشكلة، وهو أمر نسبي فكتابة المقالات أو التحقيقات الصحفية مثلا ليس بالضرورة أن تقدم الشيء الجديد كليا بل تهدف إلى جمع وترتيب العديد من المعلومات وتقديمه بشكل شبه مقروء.
موضوع الإستفادة الفعلية هو شيء تكرر أيضاً والبعض يفترض أن المحتوى يجب أن يكون على شكل أخبار او دروس، لكن كلمة محتوى يندرج تحتها كل إنتاج من الفيديو إلى الصور والنصوص.
عبدالله المهيري أشار إلى المشكلة العميقة وهي طرق الدفع، فباي بال ليست حلولاً عملية، كما أنه من الصعب عليك أن تطلب مبلغ 1$ دولار مقابل قراءة مقالة، لكنك تستطيع أن تطلب 0.10 سنت مثلاً وهو مايطلق عليه بالعمليات المصغرة (Micro transaction) وهو شيء غير موجود ولاتدعمه خدمات الدفع أو البنوك بسبب بعض القيود.
ومن هنا تأتي المشكلة الأساسية فمبلغ دولار يعتبر مبلغاً كبيراً لمقالة لاتزيد عن 1000 حرف ولكن 10 سنت تعتبر مقبولة لكنك لاتستطيع دفعها (إلا إذا أرستلها بالبريد).
بحكم أنني أميل إلى الكتابة فأنا أفضل أن يقوم القارئ بالدفع مقابل القراءة بدل الحاجة إلى أن أغريه ببعض المحتويات الإضافية والعروض وهو سيزيد من الجهد والساعات التي أقضيها في محاولة إرضاء الأشخاص الذين يدفعون، يجب أن تكون العملية مباشرة إقرأ وإدفع.
القاعدة لدى المستخدم أصبحت، طالما متوفر مجاناً أو بديله المجاني، لم ادفع؟ فحتى تبيع محتواك أو منتجك يجب أن يكون فريد يحمل قيمة بذاته تحل مشكلة وتفيد من يشتريه ولا بديل كامل له.
نقطة اخرى يجب أن يكون السعر مدروس ورخيص مع محاولة الحصول على مصادر دخل اخرى لو أمكن.
هنا تبرز مشكلة أن المستخدم لو اشترى محتوى، فهو لن يتوقع فائدة مباشرة منه تعود له استثماره، أي أنت فقط تقدم المحتوى وعليه هو القراءة والاستفادة منه ثم الحصول على مقابل الاستثمار، وهذا يتطلب منه وقت وجهد اضافي.
يجب أن تضع نفسك كمنشئ محتوى مكان المستخدم المشتري، لماذا علي أن أدفع لك؟ هل ما تقدمه من محتوى مفيد لي؟ كيف يفيدني؟ هل هو بديل شراء كتاب مثلاً؟ أم يمكن استخدامه في عملي ليعود علي بالدخل.
أضف لكل ذلك معوقات الدفع الالكتروني، فأذكر أني لما اشتريت اشتراك واتس اب وهو 1 دولار تطلب مني الامر البحث لاسبوع عن شخص وسيط يدفع لي ثم احاسبه، فلو كان محتواك سعره 1 دولار ولم يتوفر طريقة دفع مناسبة، لن يشتريه أحد.
هذا النقاش المثمر لخص أسباب مشكلة عدم الدفع مقابل المحتوي في أربع نقاط :
1- الثقافة العامة للمستخدم عربيا
2- طرق الدفع ونقل الأموال
3- صياغة قيمة مضافة مغرية
4- مشكلات انتهاك الحقوق والوعى حولها
أجد أن هذه الأسباب كلها ذات قيمة ولكن السبب الأساسي هو أننا حتى الآن نعاني من ضعف شديد في خلق المحتوى وانتاجه عامة فما بالكم بخلق المحتوى القيم الذى يجعل المستخدم يدفع في مقابل الحصول عليه
المشكلة بدايتها هي أننا حتى الآن لم نشهد محاولات قوية تركز على إنتاج محتوي جيد ومحاولة إعداده للبيع وأن أغلب صناع المحتوى يركزون فقط علي نموذج ربحى أوحد وهو نموذج الربح من بيع الإعلانات والذى فقد قوته مع قلة الطلب وزيادة العرض.
كل الأسباب الوجيهة التي تناولتم تحليلها ستحل بمجرد وجود نماذج قوية تركز علي إنتاج محتوى مدفوع، فهؤلاء المنتجين سيكون عملهم تغيير ثقافة المستخدم وتعليمه ثم توعيته بحقوق الملكية وستجعل آخرين يفكرون في العمل علي تسهيل وتنويع طرق الدفع وإمكانية تحويل الأموال فهناك من يريد الدفع لمنتج في الناحية الآخري ويحتاج لوسيط بينهما .
لا أعتقد أن المحتوى المجاني هو المشكلة. فتواجد هذا الأخير مهم وضروري. حجم المحتوى الأجنبي المجاني أضعاف أضعاف حجم المحتوى المجاني العربي، ورغم ذلك لم تَفسد عقلية المستخدم الأجنبي ولا يرفض الدفع مقابل بعض المحتويات التي يظن أنها ستفيده وتلبي احتياجاته.
بعد نفي العلاقة بعدم الرغبة في الدفع مقابل محتوى والمجانية، يمكن أن أقول أن أول سبب بالتأكيد يجعل الدفع صعبا حتى إن كانت هناك رغبة هو عدم توفر حلول في متناول الجميع تتيح لهم الدفع الكترونيا. كنت لأضيف أيضا ضعف القدرة الشرائية للمستخدم العربي على العموم. لكن أقنعني @mhabach في تعليقه بقصة الدولار الواحد :). فقبل أن نفكر في قيمة ما سندفع من أجله علينا أن نسأل هل بامكاننا أساسا الدفع سواء كانت القيمة كبيرة أو صغيرة. حين تكون وسيلة الدفع متوفرة للجميع بامكاننا حينها التحدث عن القرارات الشرائية وخيارات المستخدم العربي ذو الدخل المحدود.
أمر آخر هو الحاجة التي يلبيها هذا المحتوى المدفوع. ففي حالة كان ما يقدمه هذا المحتوى متواجد مجانا لم أدفع من أجله؟ ولا أقصد بمتواجد مجانا المقرصن. بل المحتويات التي أتاحها أصحابها للاستخدام المجاني. لذا أتفق مرة أخرى مع @mhabach حين قال:"فحتى تبيع محتواك أو منتجك يجب أن يكون فريد يحمل قيمة بذاته تحل مشكلة وتفيد من يشتريه ولا بديل كامل له."
في ميدان صناعة المحتوى نجد هناك طلبا متزايدا على محتويات مدفوعة يتنازل أصحابها عن حقوقها. ونجد هذا النوع من الطلب والعرض بكثرة في موقع خمسات.
أتفق معاك ثمود بأن"المحتوى المجاني أفسد عقليتنا وعودنا على أن كل شيء مجاني" فالمستخدم يريد كل شيء بشكل مجاني لعدة أسباب أبرزها بأنه يعتقد أنه إن قام بشراء كتاب مثلاً او نسخه مدفوعه من برنامج أو دورة معينه فهو شخص ساذج !! فالبيئه العربية بالطبع تختلف عن البيئه الأجنبيه من حيث تقدر المنتجات والمحتوى وحفظ الحقوق !
لا يمكنني التحدث باسم عامة الناس و لكن يمكنني أن أشرح مشكلتي بسببين:
1- أغلب (أو جميع) المواقع العربية ذات المحتوى المدفوع تعتمد الباي بال كأسلوب للدفع في مواقعها و كأنهم لا يعرفون أن الباي بال لا تدعم عربياً إلا دول قليلة يمكن عدها على أصابع اليد الواحدة
2- على سبيل المثال : لم علي أن أدقع 200$ لدورة عربية يمكنني أن أجد مثيل لها انكليزي بـ50$
أعتقد من وجهة نظري أن عدم رغبة المتصفح العربي في الدفع مقابل المحتوى نتيجة ثلاث اشكالات أساسية :
مجاني يا حبيبي :
نحن كعرب اعتدنا على المجاني (ببلاش يعني) في كل شيء وليس في الانترنت فقط
البنية الهشة لآليات الدفع الالكتروني بالمنطقة :
حتى الآن لا يزال كابوس التجارة الالكترونية بشكل عام -والدفع مقابل المحتوى نوع من هذه التجارة- هو مشكل الدفع الالكتروني
رداءة المحتوى المجاني :
لن ينكر أحد منا وجود محتوى عربي مجاني جيد للغاية لكنه لا يشكل الا نسبة قليلة من اجمالي تواجد الحرف العربي على الشبكة وبالتالي فلكون غالبية المحتوى العربي المجاني رديء للغاية شيء لا يبعث على الثقة ولن يشجع بتاتا المتصفح العربي على الدفع مقابل محتوى يقال انه احترافي وجيد لكونه مؤدى عنه.
في الآونة الأخيرة و مع انتشار العديد من المحتويات ( الفارغة ) و ( المكررة ) بدأت شريحة كبيرة من الشباب خاصة في الاتجاه لشراء المحتوى على أمل الحصول على الفائدة المرجوة و هذا لا ينطبق على المادة الحسية بل على الخدمات المعنوية أيضاً .. فكثير من طلاب الجامعات يبحثون عن محتوى مفيد و يقومون بشراءه سواء كان المحتوى مكتوب أو مسموع أو مرئي
و بالنسبة للخدمات فالتوجه الحالي لكثير اصحاب رؤوس الأموال المحدودة هو توفير الخدمة على الشبكة سواء بإنشاء مواقع متخصصة أو حتى باستخدام قنوات التواصل الاجتماعي لعرض خدماتهم و بيعها دون أن يكون هناك تواصل حسي
و استهدافهم الواعي أو اللاواعي لشريحة اصحاب الدخل المحدود الذين يبحثون عن الخدمة بأقل الاسعار هو سبب نجاح الكثير من المشاريع الصغيرة على الشبكة العنكبوتية و الأمثلة كثيرة مثل توفير دروس و شروحات لبرامج معينة بطريقة احترافية أو حتى موقع خمسات ...
أظن أن السبب هو له عدّة جوانب، وأهمهم كيف أدفع؟ أنا على يقين تام بأن هناك العديد ممن يستطيعون التسويق لمنتجاتهم - أيّاً كانت ذات قيمة أو حتى الهواء داخل العبوّات! - على شبكة الإنترنت، والمستخدم العربي عنده استعداد تام لشراء هذا أو ذاك، لكن أين الوعي في كيفية الشراء؟
ليس كل من يدخل على شبكة الإنترنت لديه بطاقة ائتمان، وليس كل من يدخل على شبكة الإنترنت لديه إنترنت من الأساس، لذلك أظن أن وجود خدمة جديدة وموحّدة يستخدمها أصحاب المواقع كخيار بديل وسهل لتقديم الخدمات حوال العالم العربي - أو الغربي فيما بعد - أمر يستحق الدراسة، وفقاً لخبرتي المتواضعة، أرى أن توفير إمكانية الدفع عن طريق رصيد الهواتف للحصول على خدمات الإنترنت هي بداية مثيرة للاهتمام في العالم العربي.
عني أنا مستعد للدفع إذا كان يستحق فعلاً
بإمكانك عرض جزء من محتواك لي ليتم تقييمه ومستعد للدفع للحصول على الجزء المتبقي
أما أن تخفي محتواك فهذا لايشجعني على شراؤه
المشكلة تتفرع :
وسائل الدفع
وعدم الثقة في المحتوى العربي فجميع مانراه إما منسوخ أو منزوع أو مترجم
وعدد منتجي المحتوى قليل جداً
لاتنسى أيضاً أن أعمار من يدخلون النت الصغار أكثر وهم لايبحثون عن المحتوى يبحثون عن الترفيه
التعليقات