أشعر برغبة شديدة في كتابة شيء ما ٫ كلما أشعر بتعب نفسي و عندما اكون رهينة للقلق و الحيرة.

منذ مدة قصيرة فقدت أحد اصدقائي ٫ رحل بشكل مفاجئ دون وداع . 

لا شك ان الموت هو مصيرنا جميعا ٫ هو الحقيقة الأولى في هذا العالم و الغريب ان الناس يفرون منه٫ رغم انه مُدركهم لا محالة و لو كانوا في بُروج مُشيدة.

المرء بطبعه يخاف من المجهول ٫ من الوحدة ٫ من عدة اشياء رَسمها له العامّة٫ وعلماء الدين بقطع النظر عن صحتها .لكنها تبقى امورا يخشاها الناس و يتجنبون الحديث عنها او التفكير فيها كثيرا.

منذ أكثر من سنة أعيش عزلة شبه كاملة٫ رغم اني اواصل عملي كعادتي و اتظاهر دائما أني بخير لكن ملامح القلق و التوتر تبدو واضحة على وجهي . اعرف اني لم اصل الى مرحلة الاكتئاب بعد و هذا مصدر الطمأنينة الوحيد المتبقي لي٫  

أشياء كثيرة تُعذبني ٫ الذكريات تحاصرني كأنها تلال الجليد ٫ الضمير يلومني و يحاسبني ٫ و الحنين يَقُودني إلى ما لا يُحمد عقباه و الحقيقة إعتادت نفسي على كل ذلك و أنتجت طاقة لتقاوم هذه الآلام ٫ وحده الندم كان أشدّ أنواع السياط التي تجلدني تاركا ندوبا يُصعب شفائها و لا أقوى على تحملها

أعرف انه لم ينتهي كل شيء٫ رغم هذا الضياع مازلت اتمسّك بتلك القشة التي تحميني من الغرق

مازالت منطقة ما هناك في عقلي تنبع بالأمل ٫ تدفعني للسباحة ضد التيار الذي يحاول إغراقي .تزودني ببعض من الطاقة حتى استمر ٫ تخبرني بعدم الاستسلام ٫ و ترسم لي احلاما جيدة كتلك التي كنت أسعى اليها سابقا . تقول لي إن ما تمر به ماهو إلا سحابة صيف عابرة و سوف تتخطى ذلك و تنجو في النهاية .

#عبدالقادر_بوجمعة✍️✍️🇹🇳