ذاكرتنا غريبة دوما تربط حدث بآخر ومهما حاولنا يبقي الحدثان مرتبطان في الذاكرة. مثل الرسائل بالنسبى لي كلما حلت رأس السنة اتذكرها في وقت مضي كنا ننتظر ساعي البريد ليحظر لنا رسائل المعايدة من الأقارب والأصدقاء أكانوا داخل البلاد او خارجها وحتى من نفس المنطقة ومع أنه من النادر سقوط الثلج بمنطقتنا إلا أننا ننتظر تللك الرسائل التي تحمل صور تغلب عليها مناظر الثلوج . في السنة الماضية أردت معايدة اقاربى بمناسبة حلول السنة الجديدة ولكن المشكلة اني لا املك عناوينهم لم استعمل العناوين منذ سنين والأغلبية غيروا إقامتهم ،اسمع اخبارهم عبر الهاتف أو بواسطة وسائل التواصل والأدهى أن هناك من لم ألتقي بهم شخصيا منذ مدة طويلة ولا أعلم عنهم إلا القليل ما أرادوا إخباري به أو ما اسمع. حتى طابع البريد أصبح نادرا لا يوجد إلا في مراكز البريد سابقا كان في الدكاكين والأكشاك .لا اذكر متى تلقيت آخر رسالة أظن آخر الثمانينات مع بداية . لقد فقدت رسائلي او بالاحري تخلصت منها .لازلت احب شكل الرسائل أفضلها على كل الهدايا. الرسائل سابقا كانت مثل وسائل التواصل الآن إن لم نستطع التعبير وجها لوجه نبعث  برسالة اكانت تهنئة اوعتابا أو لوم للتوضيح والاعتذار اوحتي لوضع النهاية ولكن بفرق بسيط لا نبحث في قوقل ولا ننسخ ولا نستعير جملا من حسابات الآخرين بل نكتب الجملة من صميم أعماقنا وما يجول بخاطرنا . كانت الرسالة تحمل رائحة المكان وحتي ندى عرق اليد التي كتبت بها في بعض الأحيان تشتم حتي نوع عطر كاتبها والمكان الذي كتبت فيه. وحتي الريق الذي ألصق الطابع ونوع القلم .

نشعر بما بين السطور ووراء الكلمات حاليا نتلقي رسائل نصية لا نفهم حتي معناها. ألا زالت هناك رسائل وعناوين أم فقدت العناوين مثل أصحابها.