واحدٌ اثنان .. ثلاث
اثبتْ في مكانِك
لألتقطَ لكَ صورةً أخيرةً
وابتسمْ من أجلي
ابتسامةً أخيرة
و أَومِئْ لي بطرفِ يديك
بالتلويحةِ الاخيرةِ
وأنْهِ الجملَ التي أعاقتها فاصلةِ الظروفِ
خاصرةُ طريقي تنزفُ فلا تأتي
-ولا عليكَ ولا حَزَن ولا خَوْفَ-
أودعتُ عمري في نقطةٍ
فهِمَّ بها
وابعثْ بها
وحرّك بها ستائر القلق
-إن كانت هناك أصلًا-
أريدُ أن أقبضَ على شرودي
وفي جرمهِ المشؤوم أستجوبهُ
كيف؟
ولماذا؟
ومتى؟
متى أُغْشِيَ بصري وسهوتُ عن الحقيقة
سهوتُ عنِّي
هذه برقية أسفي لقلبي
أُحمِّلها على أعتاقِي
وعلى سفحِ أعناقي
مجنونًا من يُعطي قلبًا غريقًا طوقًا للنجاةِ
مجنونًا من يُبسطُ يديه كخبزِ رغيفِ
تأكلُّه أذُبَّة الشارع
وتلعقهُ ألسنةً في دمِّها كُريات دم سوداء
ويدلهِمُّ الظلام على بدرهِ الطَّالع
خُلقتَ بقلبٍ واحدٍ
لا تحمِل معك قلبًا آخر
وجعًا آخر
هي مرَّة
مرَّة واحدة !
وتحلفُ من بعدها أن تبتاعَ ذاكرة خشبيًّة
بأسنانٍ حديديّة
وعواطف ملغيَّة
الآن الآن
سأمشي على مهلٍ
على نهلٍ
وأُمرِّغُ قدماي بالرمالِ الساخنةِ
وأمدُّ بصري نحو الشَّمسِ
نحو حياةٍ أزهى
وذاكرةٍ أسخى
بالصورِ السعيدةِ
واللقطاتِ ما قبل الأخيرةِ.