كتبت 175 مقالًا لحسوب I/O في 200 يومًا فقط، احصائية لو كانت للاعب كُرة قدم لطبَّل له الناس غدوةً وعِشاءً، 175 هدف في 200 مباراة؟!
أؤمن بالاستمرارية والعمل البطيء، أؤمن أنَّه ستحدث لي أشياء جيدة لو ظهرتُ كل يوم وأريتُ مواهبي للعالم.
هذا العمل البطيء يُصبح أسرع عندما تفعله لـ 175 مرَّة، طريقة رصّك للكلمات، ترتيبك للفقرات وانسيابها، كلّها ستصبح أسرع من ذي قبل.
كتبتُ مرّة مقالًا عمّا تعلمته من كتابة 50 مقال لحسوب I/O وذكرتُ فيه عددًا من الدروس. لكن 50؟ هذه احصائية مبتدئين!
قبل أن أفصح عن أهم درس تعلَّمته من الـ 175 مقال، لعلَّكم تتسائلون: هل أفادتك الكتابة في حسوب I/O بالترويج لنفسك؟
قبل أن أكتب في حسوب I/O كانت عندي مدوّنة عنوانها (حمزة سالم) وكان لي فيها قراء، وجدتُ أنَّهم لا زالوا يقرأون ما أُشاركه لهم في قناة المدوّنة على التليجرام، تارة بالرسائل، وأخرى بالإعجابات. آخر منشور نشرته في قناتي على التليجرام كان لمقال على حسوب I/O وحصل على 17 "ايموجي قلب" و6 من أصدقائي راسلوني ممتدحين ما كتبت (2)
ليست احصائية سيئة لقائمة بريدية ها؟
بالنسبة للعمل الحر، فأذكر أنَّ أثنين من العملاء قد عيّناني للكتابة في مواقعهم بسبب ما كتبته في حسوب I/O ونقلوا لي بالنصّ ما معناه: عيّناك بسبب اسلوبك في حسوب.
لديَّ 12 مشروع تام في مستقل، سجَّلت في نهاية العام الماضي، طبعًا أنا منقِّي مشاريع عند التقديم، ولا أقدِّم إلّا على ما أرى صاحبه واضحًا يعرف ما يُريد. نسبة تعييني على عرض أقدّمه هي 44.4%
والآن لنتحدَّث الدرس الذي تعلَّمته عن الاستمرارية في الكتابة.
حتَّى أتمكن من الاستمرار في الكتابة، لا أستطيع أن أولّد الأفكار بصورة مستمرة كلّ يوم، ولا حتّى استقيها ممّا أقرأ. سيأتي يوم ولا أشعر أني أريد الكتابة، ولا أجد في المواقع ما أنقل فكرته. يجب أن أعتمد على مصدر أكثر ثباتًا.
المصدر الذي أعتمد عليه هو خطَّتي للمدى البعيد. وخطَّتي تتمثَّل في تأليف عدد من الكتب.
عندِّي أفكار لعدد من الكتب:
- كتاب في التقنية، فيه حديث عن الخوارزميات وسيطرتها على الانتباه.
- كتاب في محاربة إدمان الإباحية.
- كتاب في التركيز والانتاجية.
- كتاب في "الكتابة أونلاين"
هذه أفكاري، ليس بالضرورة أن أكتب كل كتاب من هذا، لكن بوجود الخطّة، سأجعل مقالاتي تدور حول هذه المواضيع، سأبحث عنها أكثر، سأمتلك "العلمية" التي تؤسس لي أساس الكتب.
لن تنفذ أفكاري بخصوص المقالات لهذا السبب، سأمتلك دومًا فكرة مرتبطة بأهدافي البعيدة، والأجمل عندي أنّها مُرتبطة مع بعضها، فأنت لن تكون قادرًا على (التركيز) و(الكتابة والربح منها) من دون أن تتمرَّد على حبال (الخوارزميات) و(الادمان).
هذا الدرس تعلَّمته من 175 مقال، من +300 ساعة من وضع نفسي أمام الحاسوب والكيبورد: إذا أردتَ أن تستمر، فليكن مدى بصرك واسعًا.
التعليقات