مما لا شك فيه أن التفاعلية في المحتوى تساعدنا في معرفة جودة الموضوع من رداءته عبر درجة اهتمام القراء وتأثيرهم بالموضوع، بعض من الدراسات الإعلامية خلال العقود الثلاثة الأولى من القرن العشرين قد تبنت وجهة نظر التي ترى بأن الرسائل الاتصالية تأتي كالرصاص أو المخدر يصل فورا الى عقول المتلقيين وبذلك فهو جمهور سلبي لا يفكر بطريقة التي تجعله يتفاعل مع ما يتلاقاه من محتوى، لكن مع بداية الثلاثينات بدا يتطور الاهتمام بجمهور وسائل الإعلام باعتباره كائنات مرتبطة ببيئتها الاجتماعية يتعرضون لرسائل إختياريا ويختارون مع ما يتوافق مع ميولاتهم وإتجاهاتهم.

مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي وتغير أنماط الاستخدام تبين أننا أمام جمهور عنيد هو من يبحث عما يريد أن يتعرض له ويتحكم حتى في الوسائل التي تقدم هذا المحتوى حتى يتماشى مع رغباته.

لذلك برأيكم كيف يمكن لكًتاب المحتوى أن يحققوا التفاعلية عبر كلماتهم؟، لعل ابرز الطرق الشائعة اليوم التي يتم اعتمادها من أجل لفت انتباه القارئ والمحافظة على تركيزه الى غاية أن يتمٍم قراءته لأخر سطر من المقال، من خلال:

  • توظيف ضمير المخاطب "أنت" أو المتكلم " نحن" الذي يجعل القارئ يشعر بأن المحتوى موجه إليه مباشرة
  • تحدث التفاعلية عبر طرح عنوان قصير وجذاب الذي يمهد الطريق لإقناع القارئ بقراءة المحتوى ولكن مع الحرص أن يكون هذا الأخير معبر عن المحتوى الحقيقي ويعكس معناه.
  • العمل على استمالة تفكير القارئ وذلك إثارة عواطفه عبر المقدمة وإقناع عقله في تبني الأفكار عبر المتن من خلال توظيف لمختلف البراهين والأدلة المثبتة.
  • توظيف عنصر مشاركة القارئ في المحتوى عبر طرح عدد من الأسئلة التي تخصه للإجابة عليها مع إضافة بعض من ملامح الفكاهة.
  •  ولعل أبرز طريقة تجعل القارئ يتفاعل مع المحتوى عندما يقرأ هذه العبارة " تخيل لو أنك رجعت الى العصور القديمة ووو.." هذه الطريقة تجعل من القارئ يسبح بخياله ويفكر لو حدث ذلك حقا، وقد تم ذلك فقط من خلال كلمات قرأها للكاتب.

وماذا عنك، كيف تنظر لخاصية التفاعلية في عالم التدوين التي يخلقها الكاتب ؟