لأولائك الذين لن يذكر التاريخ لهم مجد التسلقِ على جبال العيش دون معاول ؛ فلا يد هنالك لتُمسك هذا المعول، ولا قدم تدفع بهذا الجسد. نعم ! لقد بترتها نواميس السلطات العليا لهذه الأرض . وحدها الأسنان تدفع، و تُمسك بأضافر الحجارة الزلقة ... ثمنَ كسرةِ خُبز !!

فهم الذين يصبحون كل نهارٍ ليشربوا رغما عنهم الذل من أقداح الجمر كأساً صباحياً لاينتهي حتى يحقنه السرير بملاذ النعاس . يالهُ من معضله ،كأنه فرض جباية عيشهم على هذه الأرض اللعينة.

إنهم لا يمشون إلا مطئطئين رؤوسهم في كل شارعٍ مقابراً لعيونهم ؛ خوفاً من أن يضمحل كبرياءهم بنظرةِ عابر..

فخلفهم، لن تلحق الفضائيات واحده تلو الأخرى، لتسجل فواجع َسقوط أحلامهم فوق رؤوسهم شهباً مشتعله بعتو الخيبة كل ليلة. محدثه بها للعالم تحت"حزنٍ عاجل"!

و عندما تستبد الشيخوخه بأجسادهم ويغفو الثلج الأبيض فوق جلودهم وتُقبِلُ بصمة الزمنِ ملامحهم قبلتاً ابدية إستعداداً لأن تأخذ السماءُ أمانتها . لن تُعلق صورهم في الجرائد والطرقات بعد وفاتهم مُذيله ب "فقيد الجبال والصخور وكسرِ الخُبز" على حائطٍ من الدموع !

إرفعوا رؤوسكم.. زمجروا ..

وإجعلو من مسام جِباهكم ملاقطاً للشهب لا فوهات مداخن . فأنتم من تسلقتم صخور الجبالِ الزلقه بأسنانكم ،وانتم من لامست شفاهكم أقداح الجمر . فلن تلسعكم شهبٌ في الأساس خرساء!

أنتم ..!! نعم أنتم الذين لن يذكركم التاريخ !

لأنَ هذا هو عالمنا اللعين ،وهذه أرضنا الجهنمية

التي تصنع من سلامكم حطباً لنيران أطماعها ،فتُكفنُ دخانها بأجفان حاضركم ومستقبلكم وماضي أولادكم ، ليطفح به الزمان باكياً في مأتمِ عزاء الإنسانيه،

فكل هاذا ..وكل ذاك ..لتدفئةِ صقيع شهواتها المرتعشه حد الإستماته!!