القدر كلمة عظيمة تحمل في طياتها الكثير من المعاني والتي قد تخالف ما تعوّد عليه الناس فكل شيء كما قال تعالى:( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ )القمر(٤٩). لهو عمل معين واجب عليه فعله، سواءً الآن أو في المستقبل، فكل حدث في عالمنا له سبب، وهذا ما يخالف الفكر الغربي الذي أطلق مصطلح (فوضى) أي ليس له بداية وإنما حدث بالصدفة البحتة، ودعمو ذلك بمثال أنا نفسي أعتبره مثال يدعم القدر، فقالو: تخيل نفسك تمشي وتعثرت بشيء فتوقفت ونظرت، فإذا به خيط حذائك قد فُك، تربطه وتكمل المشي، فتصطدم بعد ثوانٍ بإمراة تحمل أوراقاً فتجمعه معها وبعدها تكمل القصة الخيالية الرومانسية حتى زواجهم، ويكملو بإعادة القصة نفسها ولكن دون ان يتعثر، فيكمل مسيره متخطياً الإمراة والتي بدورها اكملت مشيتها كالمعتادة، هنا نرى انه حسب قولهم هذه فوضى انه أي شيء مهما كان صغيرا كربط الحذاء من الممكن ان يؤثر بأمور حياتية مهمة للغاية، ولكنهم نسيو ان يعرضو البداية لكل هذا، فلم يذكرو انه قبل ان يخرج من بيته كان عليه ربط حذاءه جيداً، ونسيو انه كان السبب بالإصطدام، فكل ذلك منوط بحيثيات القصة من بدايتها فنقول انه بسبب عدم ربطه حذاءه جيداً تعثر مما تسبب بتأخره ثواني جعلته يلائم وقت التقاطع بينه وبين المرأة، فلا يوجد عشوائية في هذا العالم ولا حتى احتمالات، فالنرد الذي نلقيه، من قال انه لا يمكن التنبأ بالنتيجة التي إحتمال الحصول عليها هو سُدس، يمكن ذلك عن طريق معرفة زاوية اللعب التي يمكن ان نحصل من خلالها على نتيجة نريدها، فلو صنعنا روبوتاً يمكنه إلقاء نرد من علو ثابت وسرعة إلقاء ثابتة على أرض معينة بنفس الزاوية ونفس الإمساك بالنرد مرتين، سنحصل بالرميتين على نفس النتيجة، واعتبار مثل هذه الطريقة فعالة "عشوائياً" هو بسبب انه من الصعب اتقان مثل تلك الضربات بشروط مناسبة، ولو عرف انسان كيفية التعامل مع النرد والحصول على اي نتيجة يريد، ستصبح طريقة النرد غير عادلة والإحتمالات ستصبح 1 صحيح، وغيرها الكثير من الطرق صعبة التحكم كرمي قطعة نقدية أيضاً متعلقة بقوة رميها ودورانها، لدرجة ان هنالك أصبح من يستطيع أن يتوصل لنفس النتيجة مرات عديدة، وذلك عن طريق رمي القطعة النقدية بنفس القوة وجعلها تهبط على يده (مكان مستوي) والحصول على نفس النتيجة. وكذلك لعبة (حجر، ورقة، مقص) هي متعلقة بأفكار بشرية التي تقرر من الفائز، وكل هذا التعقيد تم إختصاره بالعشوائية او الفوضى، والتي تقبلها العالم لفعاليتها، فهي حقاً فعّالة امام قدرات بشرية محدودة فقط، ولكن هذا لا يعطيها الحق بابتكار مصطلح يهمش المصدر الأساسي الذي بني علي الكون أجمع ألا وهو القدر.