الفيل والعميان الثلاثة، وقد وصل عددها إلى ستة في بعض الروايات والأمثال

إن قصة الفيل والعميان، تلك الأسطورة البوذية (1) التي دخلت إلى عالم الصوفية تجسّد لنا مثال (الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق) فسنائي الغزنوي الصوفي الفارسي بعد أن سرد هذه القصة في كتابه حديقة الحقيقة رأى أن تعدد وجهات النظر تجاه أمر واحدٍ ثراء إنساني يمكن أن يستفيد منه الإنسان وينزع عنه الهوى والتصعب، لكن سنائي أكد بعد ختامه لسرد أحداث القصة أنه على على الرغم من تشظي الحقيقة بين الجميع إلا أن الإسلام هو الغالب والحاكم ومن أن أراد الحقيقة والصواب فعليه بالإسلام.

استفاد مولانا جلال الدين الرومي من دروس السابقين فأعاد صياغة القصة على نحو مختلف، وختمها بصورة أرحب وأوسع مما خُتمت به عند أبي حامد الغزالي، الذي ساق القصة في باب التوبة من كتابه إحياء علوم الدين، وكذلك كان عرضه لها أكثر تفصيلاً من عرض أبي حيّان التوحيدي في المقابسات وسنائي وغيرهم ممن تناولوا هذه القصة في مؤلفاتهم وعرضوا لها (2)، فأعاد الرومي صياغة القصة على نحو مختلف، معبرًا عن رؤية عاشها وآمن بها.

نقلا عن الباحث خالد محمد عبده، وقيل أن القصة أصلها هندي