أن "أنتيلك" و "ريكودا" أسمان لا معنى لهما، لكن لنرى هل فعلياً لا معنى لهما؟ إن ما ستقرأه هنا لهي فكرة جميلة ورائعة ولو تحققت لرأيت أن الأمر سيكون واقعاً في الحياة لا أستطيع وصف روعته. ومرة أخرى لا لن أتفائل رغم ما سأطرحه لأن هذه الفكرة ضخمة جداً، ولتحقيقها نحتاج سنوات طويلة ولها من التكلفة ما لها. ولكن ما أطلبه هنا حقاً هو أن ترى فكرتي هذه كما لو تم تحقيقها على الأرض وفق منظمة أخلاقية ليس لها مآرب شر (وهذا مستحيل أو لا أعلم مدى إمكانيته). قفزت للنتائج لضخامة مشروعي "أنتليك" و"ريكودا". الفكرة بسيطة للغاية، لكن تطبيقها صعب للغاية.

**أنتيلك**: كل مشاكل الأرض التي تعتري أو اعترت أو قد تعتري الأرض من حروب، تبدل مناخي، موت فصيلة من النباتات... كل شيء كما لو كان ذكاءً اصطناعيًا فائق الحسابات يركز فقط على الأمور المُشكلة من فقر، بطالة، وكل شيء سيء أو في مقام السيء، بكل عدالة وإنصاف.

**ريكودا**: كل حلول الأرض مع حلول لكل المشاكل المفترضة التي سينشئها "أنتيلك". ومع ذلك، افتراض حلول دقيقة وصحيحة بكل عدالة وإنصاف، لكل ما سيتم افتراضه من "أنتليك".

**إضافة: التحديات الكامنة في الفكرة**

تصميم نظامين مثل "أنتيلك" و"ريكودا" يعبران عن رغبة عميقة في الوصول إلى عالم مثالي، حيث يمكن السيطرة على كل مشاكل الأرض ومعالجتها بفعالية وعدالة. لكن الفكرة تحمل في طياتها تحديات كبيرة:

1. **التعقيد**: المشكلات العالمية مترابطة ومعقدة للغاية، وقد يؤدي حل مشكلة واحدة إلى ظهور مشاكل أخرى غير متوقعة.

2. **الأخلاق**: ما يُعتبر حلاً "عادلاً" في سياق معين قد يُعتبر غير عادل في سياق آخر. ما هو الخير ومن يحدد معاييره؟

3. **القوة والنفوذ**: تنفيذ مثل هذا النظام يتطلب تعاونًا عالميًا واسع النطاق، وهو أمر صعب التحقيق نظرًا للمصالح المتعارضة بين الدول والجماعات المختلفة.

4. **عدم اليقين**: حتى لو تم تصميم نظام مثالي نظريًا، فإن تنفيذ هذه الحلول في العالم الحقيقي قد يواجه عقبات لم يكن من الممكن التنبؤ بها.

رغم هذه التحديات، التفكير في مثل هذه الأفكار يمكن أن يلهم طرقًا جديدة للتفكير في حل المشاكل العالمية. ربما لن نصل أبدًا إلى "أنتيلك" و"ريكودا" كاملين، لكن السعي نحو تحسين الأنظمة الحالية بأفكار مستوحاة من هذه الرؤية قد يؤدي إلى تقدم.

برأيك، لو تم هذا الأمر، هل من المستحيل أن نعدم المشاكل إعداماً حتى ولو تم العمل على هذا المشروع؟ (لن يعملون على بنائه وهذه أيضاً مشكلة)، وهل توافق أن يكون العالم الذي نعيش به بلا أي نتيفة شر ببساطة، "ريكودا" و"أنتليك" هما بصيص أمل للحفاظ على هذه الزرقاء بكل مواردها، عناصرها، وأفكارها. ولا ننسى أن هناك من ينتفع من المشاكل، كالغرب مثلاً في تأجيج الصراعات بمنطقتنا ليبيعوا أسلحتهم وأفكارهم وأيديولوجياتهم ليشغلونا. فلكي أكون صادقاً معك، لن يتم بناء خلية واحدة من "ريكودا" و"أنتليك"، ولكن فلنسبح بخيالاتنا وتصوراتنا لو كانت الدنيا مثالية لهذه الدرجة. أسعد بأرائكم المثرية.