من فترة طويلة نشرت مناقشة عن مواصفات نادي الكتاب الذي تحب أن تنضم إليه، وكانت الإجابات متنوعة حول أن يشعر الفرد أنه ضمن مجموعة تفهمه وبينمها تقارب فكري وأن يكون هنالك حرية لمشاركة أفكاره، وفي روايتنا اليوم حدث هذا الأمر في ظل الحرب العالمية الثانية وتحت الحصار تقرر مجموعة من النساء أن يتجمعوا لعمل نادي أدبي يناقشن فيه أفكارهن، كطريقة لمواجهة الحصار الذي يحيط بهن وبالتالي يتغلبن عليه عن طريق الكتب والقصص والنقاشات حولها. فالأدب له هذه القدرة السحرية على جعلنا نفهم الواقع المحيط بنا وفهم أنفسنا وأيضا نهرب منه وقتما نشاء. فبرأيك كيف تساهم نوادي القراءة في تعزيز الروابط بين أعضائها؟ وهل شاركت في نادي قراءة من قبل؟
رواية جمعية جيرنزي للأدب : كيف يمكن أن تساهم نوادي القراءة في تعزيز الروابط بين الأعضاء؟
هو يفتح المجال لمناقشة أفكار أكثر عمقا، وتوسيع الآفاق. وفي أوقات الشدائد بالذات، يكون للكتب تأثيرا نفسيا عميقا؛ فتثير مشاعر معينة أو تناقش مواضيع حساسة لا يتم مناقشتها في أي مجلس عادي. في هذه الحالة، توفر نوادي القراءة مساحة آمنة لمشاركة هذه المشاعر والحصول على الدعم من الآخرين، واكتساب بصيرة قوية بخصوص الأحداث الجارية، واللاحقة.
هو يفتح المجال لمناقشة أفكار أكثر عمقا
هذا بسبب أننا نرى نفس الفكرة من منظور مختلف للعديد من الاشخاص، وكأنك تقرأين الكتاب بالمئات من العيون ولكل عين تحليل ورؤية مختلفة
نعم، وقد أثرت في بشكل كبير. كنا نتفق على قراءة كتاب معين خلال الاسبوع، ونتناقشه الأحد من كل أسبوع. وكل منا يكتب ملاحظاته، وآرائه التي كونها أو فكر فيها في صفحة واحدة. كانت هذه الأشهر من أمتع ما حضرت، وأنا متحمسة جدا لتكرار التجربة. من هذه الكتب ما أثر في بشكل خاص، وغير نظرتي عن العالم. والإضافات التي شاركها القراء أثرت معاني الكتاب، وأحيانا وجهتني لقراءات أخرى. ناجي الكتاب أرجعني للقراءة بعد فترة انقطاع، ثم ما لبثت أقرأ المزيد والمزيد في مجالات كانت عندي فيها إشكاليات، وقد ساعدني ذلك على حلها، وتجاوزها.
فبرأيك كيف تساهم نوادي القراءة في تعزيز الروابط بين أعضائها؟ وهل شاركت في نادي قراءة من قبل؟
أظن أن أكثر ما يقرب أعضاء نوادي القراءة مع بعضهم هي فكرة أننا أخيرًا نشعر أننا مفهومون ومرئيون، وهذا نادرًا ما يتحقق مع أصدقائنا خارج دوائر القراءة.
كما أن نقاشات الكتب تفتح عيون المرء على وجهات نظر ورؤى لم تخطر على باله قط. فكما يقولون يمكن للكتاب الواحد أن يُقرأ عشر مرات، وفي كل مرة سيكون كتاباً مختلفة، لذا فنوادي القراءة تجعلنا نطلع على تلك النسخ العشر من الكتاب الواحد، والتي تكون نسخًا شديدة الخصوصية متأثرة بشخصية كل شخص.
أظن أن أكثر ما يقرب أعضاء نوادي القراءة مع بعضهم هي فكرة أننا أخيرًا نشعر أننا مفهومون ومرئيون، وهذا نادرًا ما يتحقق مع أصدقائنا خارج دوائر القراءة.
بالضبط، فمعرفة أنك لست وحدك وخاصة في تصورك عن الكتاب حتى لو يتصور الأخرون شيئا مختلفا عن نفس الكتاب يفتح بنفسه بابا أخر لك لرؤية هذا المنظور ويحثك أكثر على المشاركة والتفاعل معهم
التعليقات