ﺭﺳﺎﻟﺔ ( ﺷﺘﺎﺀ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ)

كتاب (الغريبة) أدب الرسائل

ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ، ﺍﻟﻌﺎﻡ  2022ﻡ .

ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻋﺸﺮﺓ.

ﻋﺰﻳﺰﺗﻲ/ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ .

ﺃﺻﺪﻗﻚ ﺍﻟﻘﻮﻝ؛ ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﻳﺪ ﻗﻮﻟﻪ، ﻟﻜﻦ ﻗﻠﺒﻲ ﺳﻴﺘﻮﻗﻒ ﺇﻥ ﻟﻢ ﺃﻛﺘﺐ ﺇﻟﻴﻚ.

منذ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﻳﺎﻡ؛ ﻏﺎﺻﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ ﺍﻟﻈﻠﻤﺎﺕ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺨﺒﺮﻧﻲ، ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻔﺘﺶ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻉ .

ﺍﻟﻤﺪﺍﺩ ﻭﺣﺪﻩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺞ ﻓﻨﺎﺭﺓ ﺗﻀﻲﺀ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺑﺮﻳﺔ ﻻ ﺗﺪﺭﻱ ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮ؟ !

ﺛﻤﺔ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﻭﺻﺎﻟﻚ؛

ﺍﻧﻈﺮﻱ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻭﺍﻣﻨﺤﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻳﺎ ﺁﺧﺮ ﺍﻷﻣﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻣﻦ ﻗﺼﺺ ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﺍﻟﻐﺎﺋﺮﺓ ﻓﻲ ﻋﻤﻖ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﻄﻴﺮﺓ ﻭﺳﻂ ﻣﻤﺎﻟﻚ ﺍﻟﺠﺎﻥ .

ﻣﺎ ﻟﻮﻥ ﺍﻟﻤﻔﺮﺩﺍﺕ ﺣﻴﻦ ﻳﺸﻊ ﺿﻮﺅﻙ ﻋﻠﻴﻬﺎ؟!

ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺨﺒﺮﻙ ﺇﻳﺎ ﻩ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺑﻲ؟

ﻫﺬﻱ ﺍﻟﺨﺎﺋﻨﺔ ﺍﻟﺜﺮﺛﺎﺭﺓ.

ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ؛ ﻭﻗﻔﺖ ﺃﻣﺎﻡ ﺯﺟﺎﺝ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﺃﻣﺴﺢ ﺩﻣﻮﻋﻪ .

ﻗﻠﺖ: ﻻ ﺷﻲﺀ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ .

ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﺟﻤﺎﻟﻚ ﺳﺎﻋﺔ ﺗﻌﺒﺮﻙ ﺍﻟﺸﻤﺲ.

ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﻛﻲ؛ ﺇﻥ ﺍﻧﻜﺴﺎﺭ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻓﻲ ﺳﻬﻮﻟﻚ، ﻭﺍﻧﺤﻨﺎﺀﺍﺗﻪ، ﻭﺍﻧﻌﻜﺎﺳﺎﺗﻪ ﺍﻟﺮﺍﻗﺼﺔ، ﻭﺍﻟﻬﺎﺩﺋﺔ ﺗﻔﺠﺮ ﺍﻟﻀﺤﻜﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻄﻚ؛ ﻓﺎﺑﺘﺴﻢ .

ﺷﺘﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻳﺎ ﺃﺷﻬﻰ ﻓﺎﻛﻬﺔ ﺟﻨﺎﻥ ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ؛

ﻋﻴﻮﻧﻪ ﻋﺎﺷﻘﺔ ﺗﺴﻴﻞ ﺩﻣﻮعًا ﺳﺎﺧﻨﺔ ﺗﺨﺒﺊ ﺻﺪﻯ ﺑﻜﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺷﻘﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ...

ﻫﻞ ﺗﻨﺼﺘﻴﻦ ﻟﺤﻜﺎﻳﺎﺗﻪ؟!

ﺷﺪﻭ ﻋﺼﻔﻮﺭ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻋﺸﻪ ﻓﻲ ﺻﺒﺎﺡ ﺩﺍﻓﺊ ﻳﻨﺎﻏﻲ قطًا، ﻳﺨﺮﺑﺶ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺄﻇﻔﺎﺭ ﺍﻟﺸﺒﻖ، ﻓﺘﺘﻀﻮﻉ ﺍﻟﻮﺭﺩﺍﺕ .

ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﺒﺮﺩ ﻳﻠﻌﺒﺎﻥ ( ﺗﻮﻡ ﻭﺟﻴﺮﻱ.)

ﻃﻔﻞ ﻳﻔﺮﻙ ﻳﺪﻳﻪ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻟﻠﻤﺪﺭﺳﺔ ﻓﻴﺼﻴﺮ ﻃﺎﻗﺔ ﺗﻜﻔﻲ ﻹﺿﺎﺀﺓ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻜﻮﻛﺐ .

ﻏﺮﻳﺐ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻏﺮﻳﺒﺘﻪ ﻟﺘﻔﺘﺢ ﺷﺮﻓﺘﻬﺎ ﻓﺘﺸﺮﻕ ﺍﻟﺸﻤﺲ.

ﻋﺎﺷﻖ ﻳﻨﺨﺮﻁ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻟﻴﻌﺎﻗﺐ ﺣﺒﻴﺒﺘﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴﻴﺎﻥ .

ﺯﺟﺎﺟﺔ ﺑﺮﺍﻧﺪﻱ ﺗﻄﻤﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ، ﻓﺘﻘﺺ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺨﻤﻮﺭ ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ﺧﻤﺮ ﺍﻟﺠﻨﺔ .

ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ ﺍﻟﻨﺎﺟﻴﺔ ﺗﺒﻜﻲ ﺃﺧﻮﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﺼﺮﻋﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺴﺮ ﺍﻟﻤﻤﺘﺪ ﺑﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺃﻭﻝ ﻭﻛﺎﻧﻮﻥ ﺛﺎﻥ، ﺗﺼﺮﺥ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻄﻮﺍﺕ ﻛﻲ ﻻ ﺗﺪﻭﺳﻬﺎ .

ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻚ ﺃﻥ ﻧﺮﻗﺺ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﻓﻲ ﺻﻴﻒ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﺃﻭ ﻧﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﻧﻴﺴﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ؟ !