عند شراء كتب بعناوين متشابهة في موضوعات متشابهة: ما الفيصل في اختيار الأجودر برأيكم؟ هل هو الحجم أم ماذا؟

العنوان والمقدمة والفهرس الخلفي للكتاب، بنفس هذا الترتيب. اقوم بذلك حتى اتمكن من المقارنة بين الكتب المتشابهه واختيار الكتاب الماتع بالنسبة إلي.

غالباً ما آخذ فكرة مسبقة عن الكتاب قبل أن أقرر اقتناءه، وأنما تكون تلك الفكرة من خلال النظر إلى الكاتب وخلفبته الثقافية والفكرية وأحياناً توجهاته السياسية، ثم النظر في صفحات الكتاب الأولى التي غالباً ما يضع الكتاب فيها ما يشد القارئ. ولعل أمراً مهماً أن نستشير أهل الخبرة والاختصاص الذين تكون لهم دراية واسعة في المجال الذي نقرأ فيه.

هل لشهرة المؤلف أم لطرافة العنوان أو لضخامة الكتاب؟

في كثير من الأحيان عندما تكون قراءتي لمجرد الاطلاع وليست التخصصية، فإني أميل إلى العناوين التي تشدني وربما تكون ليست بقدر المضمون في كتاب آخر لم يجتهد صاحبه في العنوان. وهذه صراحةً فخ نقع فيه كقراء أننا نميل للعناون التي تثير استغرابنا وتستفز مشاعرنا، وهي تكتيك ذكي من الكتاب للترويج لكتاباته.

لو قلت لك معيار علمي فعليك تصفح كل كتاب وقراءة محتوى الكتاب من فهرس ومقدمة و مبيعات

لكن هناك معيار أخر لا يقل أهمية (من وجهة نظري) وهو حدسك بماذا يخبرك فعادتاً أن تميل ذهنياً لكتاب أكثر من آخر شيء ما دخلك يخبرك أن هذا الكتاب تعتقد أنه أفضل

وسأقولك لماذا حدسك مهم ... أنت يمكن أن تشتري كتاب يخبرك الجميع أنه جيد وربما يكون جيد بالفعل ولكن هل هو يناسبك هل هو سيدفعك لقرائته للنهاية؟ .... أم هذا الكتاب الذي جذبك من البداية لكي تقتنيه .. أعتقد أننا نقرأ بالأساس لأننا فضوليين نسعى للأكتشاف .. لذا إذا كنت سأختار كتاب .. أو أنصح باختيار كتاب سأقول لك أختار الكتاب الذي يخبرك به حدسك

في الحقيقة وقعت في الفخ أكثر من مرة، وقد جربت أن أشتري الكتاب لأجل اسم صاحبه، ومرة لأنه نحيل، ومرة لأجل العنوان أو الموضوع، وتحدث كثيرًا، ولكني في النهاية كنت أحمل الكتاب أو أتصفحه أونلاين إن أمكن قبل شرائه أو أسأل إحدى الصديقات الموثوقات عن الكتاب، أو مجموعة أثق بآراء أصحابها، وفي النهاية لكل منا أولوياته في شراء الكتب، ففي حال كنت تفضل كاتبًا ما بعينه حتمًا ستختار كتابه، وفي حال كان الأهم رصانة اللغة وتماسك الجمل وغيرها من الميزات الأدبية، أو كثرة الدلائل والبراهين والأمثلة في كتاب علمي، أو الشواهد والقصص في حال كان ديني، حتمًا ستختار ما يناسبك، إلا أن الكتاب النحيل ليس معيارًا جيدًا، إنك ببساطة تراهن على وقتك وإن كان قليلًا في كتاب قد لا يكون الخيار الصائب.

بالنسبة لي فإنّني أختار الكتب التي يكون فيها الفهرس جذّابًا وذو عناوين آخاذة . لذلك فأوّل ما أقوم به هو أن أطّلع على العناوين الرئيسية والفهرس وعمّا يتحدث عنه الكتاب. ومن خلال مقارنتي بينها أختار الكتاب الأفضل والذي أشعر أنّه سيحقق لي منفعة أفضل. ومن الأساليب التي أعتمدها أيضًا هي قراءة الآراء والتغذية الراجعة حول الكتب بحيث أنّني أؤمن وإن ليس بشكل كامل أنّ هذه الآراء تعكس هذه الحقيقة. وبالنهاية توقعاتنا حول الكتب قد لا تكون موازية لما اطلعنا عليه من آراء وتغذية راجعة وفهرس. وبالفعل فإنّ لشهرة المؤلف تأثيرًأ كبيرا على خياراتي بحيث أنّني عند شغفي بأحد الكتاب فإنني أختار قراءة جميع كتبه مثل ما حصل معي مع أغاثا كريستي. وأمّا العنوان فأنا لا أختار بناءً عليه إلّاا في حال كان مميزا جدَا, وبالنسبة للضخامة فأنا أميل جدًا للكتب الكبيرة.