أنا مقبل على شراء بعض الروايات التاريخية فهل تستحق عناء الشراء و القراءة حقاً؟! لأني - وهذا رأيي- أراها مرواغة خداعة لأنها في كثير من الأمور تملأ فراغ التاريخ الحقيقي برأي الكاتب الذي قد يكون غير منصف أو مخطئ فيشوه التاريخ و الحقيقة. كذلك، فأنا لا أعلم مواضع راي الكاتب الشخصي على ألسنة أبطاله من مواضع التاريخ الحقيقي ومثال ذلك فتاة غسان لجورجي زيدان. وسؤالي هنا هل تحبون الروايات التاريخية وهل تثقون بها؟ كيف نقراها ونعلم منها رأي الكاتب الأصيل الذي يملأ به فراغ الرواية التاريخية من التاريخ الحقيقي الذي ثبت في الواقع.
لماذا لا أحب قراة الروايات التاريخية؟ رشح لي روايات تاريخية تعلم التاريخ الحقيقي وبمتعة فنية في ذات الوقت.
الأمير عبد القادر الجزائري لا أعلم عنه كثيراً ولكني أحب أن أقرأ عنه. ولما كنت تعرفت على واسيني الاعرج وهو جزائري فأحببت أن أقرا له رواية: كتاب الأمير، مسالك أبواب الحديد....أخشى ما اخشاه أن أعتقد أشياء عنه وهي من خيال الكاتب او المؤلف. كيف لي أن أعرف ما هو تاريخي متفق عليه مما هو من خيال الكاتب يملأ به فراغ الرواية الحقيقية؟!
الروايات التاريخية بها أقاويل كثيرة، فمثلا الكاتب الجزائري واسيني الأعرج يقول "القراء يقبلون على قراءة الرواية التاريخية لأنهم لا يثقون في التاريخ الرسمي" ورغم اختلاف تناول الأحداث بين الرواية وبين الأحداث المكتوبة بيد المؤرخين فالأولى تهتم بالتفاصيل وحياة البسطاء كيف كانت، وصف الشوارع وأدق التفاصيل مثل روايات ديستوفيسكي وروايات نجيب محفوظ على عكس المؤرخ والذي يركز على الأحداث السياسية وفقا للحكام والسلطة. إلا أني لا اعتمد على معلوماتي التاريخية من الروايات لأن الرواية ليست أداة للتوثيق بل هي أداة للفن، وقد تحتاج لتطويع التاريخ ليناسب أحداث الرواية، كما أن الروائي نفسه قد تجد كتاباته متأثرة بآرائه السياسية وهذا ظهر في روايات تاريخية كثيرة، بين مؤيد يمدح ومعارض يذم.
"القراء يقبلون على قراءة الرواية التاريخية لأنهم لا يثقون في التاريخ الرسمي"
قد يصدق هذا على البعض وقد لا يصدق على البعض الآخر. كما أجد أن تلك العبارة قد تكون خاطئة؛ لأنني إن لم أثق في المادة التاريخية الجافة كما وثقها مؤرخون فيكف لي أن أثق بشكل أكبر في رواية لها طابع فني وكما قلت أنت متطلبات فنية تفرض عليها تطويعاً للأحداث؟!!
ما أعلمه أن قارئ الروايات غير التاريخية قد يستمتع بها لأنه يعلم أنها من خيال الكاتب أما حين تصنف على انها رواية تاريخية فهو لا يستيطع أن يصدق كل ما فيها أو يتخذها مرجعاً ولا يستيطع أن يستمتع بها متعة كاملة لأنه ليس عمل فني من محض خيال الكاتب. فهو بين بين.
اتفقنا فإذًا يا خالد. فأنا من الأشخاص الذين لا يحبون قراءة القصصة التاريخية أبدًا بالرغم من شغفي بالقراءة بشكل عام. ولكن إذا ما كنت أريد متابعة سيرة تاريخية لأحدهم فإنّني أشاهد فيلمًأ أو وثائقيا أو مسلسلات بحيث أنّه يكون أكثر تشويقًا وإثارة من القصص المملّة التي لا يرغب القارئ بقرائتها. وبالنسبة لمحتوى المواد التاريخية فلا يمكن للواحد منّا أن يكون أكيدًا منها بحيث أنّ التاريخ قد خضع للكثير من التحريفات التي غيرت من مسار الأحداث ولذلك فمن الصعب الوثوق بالمحتزى إلا بعد التدقيق وإجراء بحث شامل.
عن نفسي احب الروايات التاريخية جدا جدا، فهي تضعني مكان الأشخاص، لا مكان الصجافة ولا رجال السياسة، ولا أي شيء، بل في وضع السكان المحليين المسايرين لتلك الحوادث ، ولا أصدق من ذلك !
أما عن كتب تاريخية ترغب بها ، فالتاريخ مرتبط بالجغرافيا، لهذا حدد لي بلداً تريد أن تقرأ تاريخه وسأساعدك.
وأنصحك مبدئيا ب :
-ثلاثية غرناطة لرضوى عاشور (تاريخ بلاد الأندلس)
-ثلاثية غرناطة لرضوى عاشور (تاريخ بلاد الأندلس)
أنا معك. وقد صادفني هذا العمل كثيراً ولكن كيف أفرق بين التاريخ الواقعي من المتخيل أو كما يملأ الكاتب فراغ التاريخ هنا. كيف لي أن أفرق. هل علي أن أكون دكتوراً في التاريخ لأقرأ رواية تاريخية؟!
نعم. تقصد أن أتفرغ تفرغاً مطلقاً لأيام او شهور لأجمع المصادر كلها وأقرأ التاريخ الحقيقي لأحكم على الراوية!! عمل شاق جداً!!!
نعم، المعظم يلجأ إلى جوجل و محركات البحث. غير أني أنا شخصياً لن أقرأ عشرات الصفحات عبر الأنترنت. الأسهل لي أن أستعير أو أشتر كتاباً لأقراه على مهل.
التاريخ دائماً ما يكتبه المنتصرون، ولو قرأت رواية ما ستجد في أغلب الأحيان فقداً للحيادية بشكل غير مبرر، وذلك يعزى لأن الكاتب يدير أن ينتصر إلى فرقته ورأيه ولو كان ذلك على حساب تزوير الأحداث وتدليسها وربما إضافة بعض البهارات.
ولو أردتُ أن أقرأ رواية عن أحداث تاريخية، لوددتُ أن أقرأ عن الأحداث أكثر من أكثر من مؤرخ وكاتب يحملون وجهات نظر مختلفة، وإن كان ذلك سيحرق علي بعض الأحداث إلا أنه سيقيني من الوقوع في شبهات وتدليسات.
أقترح لك أن تقرأ، وربما لا تكون روايات تاريخية بحتة، رواية رجال تحت الشمس للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني ورواية عائد إلى حيفا لنفس الكاتب.
ولو أردتُ أن أقرأ رواية عن أحداث تاريخية، لوددتُ أن أقرأ عن الأحداث أكثر من أكثر من مؤرخ وكاتب يحملون وجهات نظر مختلفة، وإن كان ذلك سيحرق علي بعض الأحداث إلا أنه سيقيني من الوقوع في شبهات وتدليسات.
قد يكون رأيك صواب ولكن كيف لي أن أقرأ ما كتب عن نابليون مثلاً وقد كتب عنه المئات من الكتب و تضمنته الكثير من الروايات؟!! أعتقد ان هذا أمر عسير جداً أنك لكي تستمتع برواية وتثق فيها فانت مطالب بأن تقرأ المادة التاريخية الجافة كما هي!!!
من يريد زيادة معلوماته التاريخية من قراءة الروايات، كمن يريد زيادة معلوماته الطبية من متابعة المسلسلات.
ومع كامل الاحترام، فمن يتوقّع مراعاة الواقعيّة في رواية فهو إما مخبول أو أبله أو جميع ما سبق!
هناك العديد من المعلومات التاريخية المثبتة، والتي يرفضها الكثيرون إمّا لقذارة طائفية/دينية/قوميّة أو لتنافيها مع انطباعاتٍ المسبقة. وكذلك الأمر بالنسبة للأكاذيب التي تمّ تقديمها على أنها حقائق رغم وجود الأدلة على بطلانها وتناقضها مع أحداث تمّ إثباتها.
هذه المشكلة موجودة في كتب التاريخ -وهي كتب مهمتها الأساسية توثيق الأحداث التاريخية بشكل موضوعيّ-!!! فما بالك بالروايات وهي أعمال خيالية بغرض التسلية!
يمكن اقتناء الروايات التاريخية لقيمتها الترفيهية. أما إن كان هدفك زيادة معلومات التاريخية، فاعلم أنّك قمت باختيار أسوأ مصدر ممكن للمعلومات.
أما إن كان هدفك زيادة معلومات التاريخية، فاعلم أنّك قمت باختيار أسوأ مصدر ممكن للمعلومات.
هل قرأت رواية عزازيل؟ اعتقد بأنه من خلال قراءتها عرفنا الاحداث التي دارت في القرن الخامس الميلادي ما بين صعيد مصر والإسكندرية وشمال سوريا؟
هل قرأت روايات لغسان كنفاني أيضًا؟
قرأت روايات غسان كنفاني وأعشقها، ولكنني لن أصفها بأنها مرجع تاريخي موضوعي بأي حال من الأحوال.
لم أقرأ رواية عزازيل، ولكنني أظن أن رأيي لن يتغير بعد قراءتها.
الرواية تستقي الكثير من الواقع، ولكنها لم ولن تكون مصدرا جيدا للمعلومات التاريخية.
في الحقيقة، استغرب أننا نخوض هذا النقاش بالاساس. من يريد معرفة التاريخ عليه قراءة كتب التاريخ وليس كتب الحبكات الدرامية !
هل قرأت رواية عزازيل؟ اعتقد بأنه من خلال قراءتها عرفنا الاحداث التي دارت في القرن الخامس الميلادي ما بين صعيد مصر والإسكندرية وشمال سوريا؟
ولكن في سياق التوثيق للتاريخ هل يمكنك لك أن تعتمد على أحداث الرواية أم ترجع إلى مراجع تاريخية محترمة؟! ولذلك، فالرويات التاريخية برايي تضلل وتمتع نعم ولكن لا تعلم ولا يعتمد عليها. يعني هل يصح أن يجيب طالب في امتحان التاريخ اعتماداً على ما قرأه في رواية عزازيل مثلاً؟! بالطبع لا....
التعليقات