4 مقولات ل 3 كتاب كبار ربما يدور حولها كثير من بؤس الانسان في حياته وهي في اعتقادي محاولة لمواساة هذا الانسان اكثر منها محاولة لوصف حالته او شعوره.

■ يقول ميخائيل نعيمة في "مذكرات الارقش " انت تستطيع أن تأمن جانب الوحش وان تكسب أُلفته باللين والمحبة وان أخفقت وغضب عليك الوحش فهو لايمزق منك غير جسدك . أما الناس فيتحاشون إلحاق أقل ضرر بجسدك الفاني خوفا من قوانين سنوها ،في حين يستحلون روحك الابدي متاعا للشارد والوارد ولا قانون يصدهم ولا محكمة .

■ وعلى نفس السياق والمنوال جورج اورويل بيقول "‏لم يكن البقاء على قيد الحياة هدفًا للمرء، بل البقاء إنسانًا.."

لكن نجيب محفوظ اخد الموضوع من مواجهه بين الانسان ومجتمعه او من بين الانسان ونفسه لبعد اكبر بكتير وهي مواجهه بين الانسان والزمن والحياة نفسها فبيقولنا في روايته الخالدة الحرافيش :  

«عاشر الزمان وجها لوجه بلا شريك، بلا ملهاة ولا مخدر، واجهه في جموده وتوقفه وثقله، إنه شيء عنيد ثابت كثيف وهو الذي يتحرك في ثناياه كما يتحرك النائم في كابوس. إنه جدار غليظ مرهق متجهم. غير محتمل إذا انفرد بمعزل عن الناس والعمل. كأننا لا نعمل ولا نصادق ولا نحب ولا نلهو إلا فرارا من الزمن. الشكوى من قصره ومروره أرحم من الشكوى من توقفه.»

وفي النهاية حاول نجيب محفوظ مواساة هذا الانسان في رواية زقاق المدق : 

“ كيف نضجر وللسماء هذه الزرقة ، وللأرض هذه الخضرة ، وللورد هذا الشذا ، وللقلب هذه القدرة العجيبة على الحب ، وللروح هذه الطاقة اللانهائية على الإيمان. كيف نضجر وفي الدنيا من نحبهم ، ومن نعجب بهم ، ومن يحبوننا ، ومن يعجبون بنا. ”