نظرية الفسدق 2: ليس شرط أن يكون هناك دعم للشخص ضمن دائرته الاجتماعية الضيقة

أتفق مع فكرة أنه ليس شرطا أن يكون هناك دعم للشخص ضمن دائرته الاجتماعية الضيقة خلال مشواره في الحياة، ولكن أيضا أعتقد أن هذا الموضوع نسبي ويختلف من شخص لآخر ومن عائلة لأخرى. فقد يكون الأهل مصدرا للدعم أو التصادم حسب طبيعة العلاقة بينهم وحسب مدى تفهمهم وتقبلهم للتغييرات والابتكارات.

أعتقد أن الشخص الذي يقرر تغيير مجال دراسته أو عمله أو حياته بشكل جذري يجب أن يكون على استعداد لمواجهة بعض المقاومة والانتقاد من قبل الآخرين، خاصة إذا كان قراره غير متوافق مع التقاليد أو التوقعات المجتمعية. ولكن هذا لا يعني أنه يجب أن يستسلم للضغوط أو يتخلى عن حلمه. بل يجب أن يثبت جدارته وإصراره وأن يبحث عن الدعم من الأشخاص الذين يؤمنون بفكرته ويحترمون اختياراته.

ولعل هذا المثل الشعبي يلخص هذه الفكرة: “إذا كان حب الشباب قاسيًا، فحب الأهل رحيم”. فالأهل قد يحبوننا ويريدون خيرنا، ولكن قد لا يفهمون دائما ما نريده نحن. وعلى الجانب الآخر، قد نجد من يحبون فكرتنا ويرشدوننا إلى تحقيقها، ولكن قد لا يحبوننا بالقدر الذي نحبه. فالحب ليس كفيلًا بالدعم، والدعم ليس كفيلًا بالحب. والحكمة تقتضي أن نجمع بين الاثنين، وألا نستغني عن أحدهما.

بعض الافكار التي تدور حول تطوير الذات كتلك التي يضمها الكتاب القيم "نظرية الفستق"، هي مؤسسة -بلا ريب- على تجارب اجتماعية إنسانية معينة، ربما تكون ناجحة لكن في سياقها وظروفها وملاباساتها وقد لا تنجح بتغير الملابسات والظروف. ومن ثم فهي رهن إشارتنا دون أن تتخلص من نسبيتها وحدودها الزمانية والمكانية والثقافية والاجتماعية. والرأي عندي أنه وعلى منوال الخلق الإنساني الفردي الذي ربط فيه الخالق سبحانه الإنسان ذلك الربط العجيب المذهل والمعجز بين مفاصله وأجزاء جسده، فكذلك الربط الاجتماعي يقوي الأواصر ويشد الأزر حتى نتسويَ كالزرع على سوقه تماما وحسنا.

أولًا: قبل مناقشة هذه النظرية إلا أنني أريد التعليق على جزء منها ثم سأعود للنظرية نفسها، وذلك الجزء هو:-

هي مُجرد لفت نظر بأن أفكارنا الجريئة قد تتصادم وتختلف مع أفكار ومُسلمات من حولنا

الأفكار الجديدة الجريئة بصفتي رائدة أعمال أتكلم من واقع خبرتي فبنسبة ٩٠٪ لا تنجح، لذلك أنصح كل شاب وشابة لديهم أفكار خارجة عن المألوف أن يبحثوا جيدًا هل قام بهذه الأفكار أحد قبلهم أم لا، فإن كان لا فلا يخوضوا التجربة، وإن كان نعم فلينظروا هل نجح أم لا، فإن كان لا فلا يخوضوا التجربة، وإن كان لا فليخوضوها، وحاولوا أن تستثمروا أموالكم وأوقاتكم في المألوف أكثر، فهو المنطقة الآمنة رغم خطورات الاستثمار فيها.

ثانيًا: عودة للنظرية التي ملخصها ألا تتوقع الدعم من أحد، أيضًا كرائدة أعمال أحب أن أنوه أن المشكلة في الحياة ليست أنك لا تتلقى الدعم، المشكلة أنك يتم محاربتك، بمعنى أن أهلك قد لا يدعموك، ولكن صدقني هذه ليست مشكلة كبيرة بقدر ما إن قرروا أن يحاربوك، إن حاربك أهلك فهذه لعنة ستدمر حياتك، ومعظم الأهالي للأسف يحاربون أبنائهم.