في روايته بداية ونهاية، روى المبدع نجيب محفوظ قصة عائلة كامل علي المتكونة من ستة أشخاص، والتي كانت تعيش عيشة كريمة ومتواضعة بفضل رب البيت الذي كان موظفا يتقاضى أجرة بسيطة للغاية. ولكن سرعان ما تدهورت أوضاعهم بعد وفاته الأب التي جاءت دون سابق إنذار. فاضطرت العائلة إلى تغيير السكن وتقلصت وجباتهم الغذائية ومصاريفهم وغيرها من مظاهر الفقر والحاجة التي حلت بهم.

تتضمن الرواية بين طياتها رسالة مهمة ممثلة في تخلي حسين -الابن المتوسط- عن حلمه في مواصلة دراساته العليا، ليختار أقرب قناة تمكنه من الحصول على أجرة يعين بها أسرته المحتاجة، وليؤمن مصاريف الدراسة لأخيه الأصغر -حسنين- الذي كان يحلم بارتياد مدرسة عسكرية.

فلو كنت مكان حسين، هل كنت لتقوم بهذه التضحية العظيمة، التي سيبنى عليها مستقبلك وتفاصيل حياتك رغم كونك طالبا متفوقا؟ وهل إعالة الأسرة سبب كاف للتضحية بأكبر أحلامك؟ ألن تخشى أن تقابل تضحياتك بالجحود والنكران؟