كانت الأسئلة تتزاحم في رأسي عبر السنوات، حتى أمسيتُ عاجزاً عن تجاهلها، وباتت الأجوبة لا تكفيني، ومن هذه الأسئلة: لماذا لا يرفع الله عنا الظلم ونحن ندعوه ليلَ نهار؟ لماذا نحن في ذيل الأمم ونحن أكثر أمة ملتزمة دينياً، ولِمَ طال هذا النصر مئات السنين؟ وأين تكمُن المُشكِلة بالضبط؟ وإذا كان الرسول محمد قد سُحر فكيف بباقي الناس! ولماذا حاول الانتحار؟ لا أستطيع أن أصدق أنّ أتعس صديق لي قد يفكر بالانتحار! ومتى سيقوم العالم بحل غايات هذا الدين المتغيرة؟ بل وما الغاية من عدم حلّها حتى الآن؟ وهل بسبب خطأٍ بسيطٍ في نهاية حياتي سيعذُبني الله في أسفل السافلين خالداً مخلداً أبداً في النار! وهل حقيقةً أنا مسؤولٌ عن أفعالي؟ أم أنّ الخيرَ من عندِ الله والشرَ منّي؟ وكيف سيحاسبني الله وهو من منحني هذا العقل الناقص؟ وهل الإيمان قلبيٌّ أم عقليّ؟ فلو كان قلبياً فهو من عند الله، وكيف سيدخلني النار وهو لم يمنحنِ الإيمان؟ وإن كان الإيمان عقلياً؛ فهو أيضاً من منحني هذا العقل الناقص الذي لم يتوصل إلى ما يريده، هل يمكن الاستدلال على وجود الله من خلال العقل؟ وماذا عن التطور والاكتشافات العلمية وأنّ الإنسان وُجِدَ صدفةً؟ أطنان من الأسئلة الأخرى؛ التي لا يمكن لعقلٍ أن يرتاح ما دامت متراكمة بلا أجوبة، وقد فتحتُ بابَ البحث، وباب معرفة الصواب والحقيقة، فكلُّ الأنوار مبدؤها لماذا، وكيف، ومتى!

فالإنسان كلما ازداد علماً، ازدادَ حُريّة

كتاب بينوكيو - رحلة بحث عن الإله، يناقش قضايا علمية وفلسفية حول الكون والإنسان والإله والأديان، فوق مقدمة الكتاب، وهذا رابط تحميل الكتاب: