(صحراء سيناء السابع عشر من يونيو 1997، خرج أشخاص مجهولين من سيارة لاند روفر سوداء، يرتدون بدلات سوداء ونظارات تخفي نصف ملامح الوجه، ألقو بجسد هزيل على بعد أمتار من السيارة. عادوا إلى مكانهم ثم لم يظهر في الصورة سوى غبار الرمال السوداء وجثة تتنفس وعقرب يدور في ملاهي الفيافي ثم شمس حارقة لا واقي منها. المكان لا تحسب مساحته لربما بلغت مساحة ساحة العرض، المتفق عليه أنه لاحد له ولا ناج منه ...) صافية تحدث نفسها بعد أن استفاقت على صوت كلب صحراوي يصارع ثعلبا على غنيمة كانت وسطهما. منذ عودتي من منفاي أقسمت أن لا أغادر بقعتي دون نتيجة، أثق في نفسي فأنا أدرك جيدا من تكون، سأسعى فلم يتبقى سوى القليل وعلي الوصول في أقرب وقت. يا إلهي أشرفت الشمس على المغيب، أخاف أن أترك هنا دون رقيب ولا صديق. كيف لي أن أتابع المسير والطريق خال من الإشارات؟ انظروا سيارة آتية من اقصى اليمين، سألوح لها لعلهم يرجعون. رباه فشلت وهاهي تمر من أمامي بسرعة الصقر، أشرار كيف لم يستطيعوا رؤيتي! إلتمس لأخاك عذرا أظن أن السيارة تمتلئ بالركاب، ولم يعد هناك مكان فارغ بجنبهم. سأستلقي بجانب هاته الحجرة حتى تشرق شمس الغد، لن أنام سأسهر فالمكان مخيف. وبعد مال هؤلاء الحيوانات لا يتعاملون بعقل من حصل على الغنيمة أولا كانت له، أكان عليهم أن يوقظوني من عالمي لأصدهم بالحجر ويتركوني هنا لوحدي. كان خلافهم يؤنسني وها أنا ذا وحيدة لا أملك هاتفا أتصفح من خلاله أخبار ثورتي...

سعاد أيت بوزيد