ملحظ : كل ما تم ذكره من الخيال ولا يتعلق بأي شيء حقيقي .

: محاولا التذكر

متى سينتهي هذا العالم المظلم ؟ متى يمكنني امتلاك الحرية التي تزيل عني قيود المجتمع ؟ أوه . . . نسيت ، أنا في السجن ! ! ! كيف لي أن أجازف وأهرب من هذا المكان المرعب ! لقد وضعوني هنا لأنني غبي ولم أستطع الدفاع عن نفسي ! لقد قيودني بسلاسل كأنني مجرم حرب ! لقد منعوا عائلتي من زيارتي ، يا لها من مصيبة حلت بي واشلت عقلي من التفكير ! لقد كلفني الصراخ خسارة أحبالي الصوتية وفقدت القدرة على الكلام والتحدث مع السجناء الآخرين ! انهارت أعصابي وأنا على قيد الحياة لكن أنا ميت من الداخل ، تتآكل ذكرياتي شيئا فشيئا ، بدأت أنسى من أنا وكيف أتيت إلى هنا وماذا حدث لي ! ! لقد نسيت أحلامي وضاعت مواهبي بين جدران الزنزانة وبين سور السجن ! ! أضعت هويتي خلال مروري بمحطة العقبات ! كيف لي أن أعيش وقد نسيت أمي وتوقعت أنني يتيم وعشت في ملجىء لليتامى ! حاولت ألف مرة خلال الليالي الماضية . . . تذكر من هم عائلتي لكن لا شيء يساعد . حتى الصور التي كانت في جيب سترتي سرقها محتال مع أموالي . . . . لقد تعبت . . . أريد العودة إلى حيثما كنت لكي أعيد ذكرياتي محاولا الوصول لعائلتي . . . لا يمكن لأحد مواساتي بنسيان من أحب ! الوسادة التي أنام عليها مساء تذكرني بحضن والداتي . ! أبي لقد نسيتك تماما . . . لأنك تبتعد عنا آلاف الكيلومترات لكي تدافع عن الأرض المسلوبة . حراس السجن يشعرونني بالرعب في كل ليلة حتى بت أخاف النوم حتى لا يقتلونني فجأة ! أريد العودة . . . . ! أريد العودة لكي أعيش وأرسم خلايا عقلي التي تعفنت كتعفن الجثث . عندما أعود . . . لن أبحث عن الشخص الذي اتهمني بقتل والدهم لأنني فقدت ذاتي وشعرت بالخزي والعار لأنني قتلت والدهم . . . هذا ما أتذكره مما كان موجود في إفادتي لدى المحققين ! ساعدوني . . . .

حاولوا حرق هذه الرسالة بعدما تقرؤوها حتى لا ادفن داخل السجن وشكرا لكم . لكم محبتي _ م . ن

الكاتبة : مها الخفاجي

البلد : العراق