لا شك أن موضوع الشخصية من أعقد المواضيع مناقشة، كانت محل إهتمام علماء الطب العقلي إلا أن كانت جُلْ إهتماماتهم تصبُ في دراسة الحالات الفردية، وبالتالي لن تؤدي إلى دراسة النظريات العامة، إلا أن كتاب " الشخصية " يتعمق في أحد أفكاره عن مسؤولية الصفات البشرية في تكوين الشخصية. يجعلنا نتساءل هل عامل الوراثة هو أساس الشخصية أم البيئة هي من تشكلها؟

الكاتب د.توما جورج خوري يقول في كتابه أن الوراثة مسؤولة بصورة رئيسية على بعض الصفات البشرية، كلون العينين، وبصمات الأصابع.

في علم الوراثة نجد أن الصفات الخَلْقية والخُلقية تؤثر في إنتقال الصفات الوراثية من الآباء للأبناء في جسيمات دقيقة تسمى " الكروموسومات"، ليس هذا فقط بل يقولون أن في كل خلية في جسم الانسان ستة وأربعون كرموسا، نصف من الأب ونصف من الام، فالوراثة هي الصفات الطبيعية والجينية التي تنتقل من نسل إلى آخر بشكل جزئي أو كلي لجميع أفراد النوع أو الفصيلة. إلا أن الوراثة لا تقتصر على الشكل وانما على المزاج والميولات والإنتماءات الفكرية والنفسية.

أما البيئة في الشق الثاني من الفكرة، لا تعني النطاق الجغرافي أو المحلي، وانما النتاج الكلي لجميع المؤثرات التي تنعكس على الفرد من الحمل إلى الوفاة، ومن أهم الدعائم التي تدعم أن البيئة مسؤولة عن تكوين شخصية الإنسان، كون أن البيئة تشمل الحي، القرية، المدينة والعالم المحيط بالنشأة، فالتأثير يكمن في الثقافة التي تلقاها واكتسبها الإنسان التي قد تسوقه نحو الخير أو الشر وأما أن تعوق الشخصية على النمو والارتقاء.

الكاتب يقف على أن العلاقات الأسرية تلعب محور أساسي في التأثير على نفسية الطفل، كعلاقة الوالدين ببعضهما البعض ومعاملة الوالدين للطفل، ومركز الطفل في الأسرة والجو السكني والأخلاقي والعاطفي، كلهم عوامل تخلق في شخصية الطفل نظام محدد وإتجاه معين. لكن هل هذا صحيح؟

الذي لا شك به أن كل من الوراثة والبيئة تؤثر في إحتشاد مكونات الشخصية في الأفراد و هذا مايدعونا للتساؤل:

هل الوراثة والبيئة عاملان أساسيان في تكوين الشخصية الفردية أم أن البيئة قد تؤثر أكثر في الأفراد بالمقارنة بالوراثة؟ وهل تعتقد أن نتاج شخصيتك عائد للبيئة أو الوراثة ؟