لفت انتباهي في أحد المقالات التي كتبها الكاتب الشهير غارسيا ماركيز واسمه "حسنًا. فلنتحدث في الأدب" عبارة تقول إن مشكلة الكتّاب الشباب هو بحثهم عن النجاح أو قلقهم بالنجاح والفشل بينما يجب أن يكون أكثر همهم في هذه الفترة هي الكتابة بحد ذاتها!

فالكاتب الذي يهتم بنجاح كتابه هو كاتب قرر تحويل الأمر إلى تجارة منذ البداية بينما الكاتب الذي يكتب لأجل الكتابة أو لأجل إخراج ما في نفسه فهو يكتب ما يستحق أن يقرأ حقًا. 

وأننا حين نهتم برأي من سيقرأ لنا قبل أن نكتب قد يجعلنا هذا نوظف كتابتنا لتكون كذوقهم ولكن الكاتب الحقيقي هو من يشكل الذوق ولا يواكبه. 

يقول ماركيز أيضًا في مقال أخر باسم "كيف تكتب الرواية" وجميع المقالات مجمعة في كتاب بنفس اسم هذا المقال أنه قد شهد مسابقة وطنية يتقدم لها الكتاب. ومن يربح المسابقة كل سنة هي منظمة تبحث عن الكتّاب المحكمين للمسابقة كل سنة وتعرف أذواقهم وكتاباتهم ثم تعين كاتبًا لإنتاج كتاب مشابه لهذا الذوق بعد دراسة المحكمين. هل نفعل هذا في الحقيقة دون أن ندري؟

يضيف ماركيز أيضًا أن الكاتب ما إن يجلس ليبدأ الكتابة فهو يقرر أي نوع من الكتاب يريد أن يكون أيريد أن يكون كاتبًا جيدًا أم يريد أن يكون كاتبًا رديئًا فالكاتب الذي يلهث وراء النشر والمال يقرر أن يكون كاتبًا سيئًا لا يهمه هل كتب شيئًا جيدًا بل هل بيعت نسخ كتبه جيدًا ويذكر قصة أن قد زاره مرة شاب سعيد ليخبره أنه قد نشر كتابه الأول منذ ستة أشهر وقد أرسل كتابه الثاني لدار النشر اليوم وعندما سأله ماركيز عن سبب استعجاله.

 فأجابه الشاب بأن قال له: "أنت عليك أن تفكر كثيرًا قبل أن تنشر لأن العالم بأسره يقرأ ما ستكتبه أما أنا فاستطيع النشر بسرعة لأن قلة هم من يقرؤونني" وبهذا حكم الشاب على نفسه أن يصبح كاتبًا رديئًا وهو في بداية مسيرته لا غير!

الموضوع جاذب للانتباه في رأيي ولكن ماذا تعتقدون؟ هل وجهة النظر الكاتب الكبير حقيقية أم أنها قاسية على الكتاب الجدد؟