جاءتها رسالة بريدية من رضوى احتوت على كلمات قليلة (أرجوكِ لست أنا الخطر على زواجك الآن، نعم كنت على علاقة بأكثم، لكنه الآن مشغول بتلك الأفعى التي تدير مكتبه).
توقف عقلها لحظات عن إدراك معنى الرسالة، وهل هي المعنية بها؟
أم جاءتها على سبيل الخطأ؟ أعادت النظر إلى اسم المرسل..
نعم إنها رضوى سالم، تلك الفتاه التي وجدت صورتها على هاتف زوجها بمحض الصدفة مع رسائل ملتهبة مشتركة بينهما منذ عام مضى، فبعثت إليها تتساءل هل هناك شيء ما بينك وبين أكثم، أنا زوجته، إذا كان هناك ما ينبغي أن أعلمه فأنا فى انتظار التواصل معك؛ ربما كانت أحدنا عونا للأخرى
فى الوصول إلى حقيقة الأمور، الأمر متروك لك.
لم تجبها رضوى إلا بكلمتين: لست أدرى عم تتحدثين.
فتوقفت عن البحث أو محاولة التواصل معها مرة أخرى، كانت ترى
أنها قدمت إليها فرصة ذهبية سهلة لرؤية الحقيقة فتجاهلتها، هي إذا تستحق خوض الطرق الأصعب فى الوصول إليها، أما عنها فابتسمت بسخرية كما هي عادتها فى مواجهه بعض مفردات الحياة التي ليس لها منطق سوي
أو تفسير غير مؤلم، كانت مؤمنة أن ثمة لقاء آخر بينهما، وكما يبدو أنه جاء بشكل مفاجئ لم تتوقعه..
رضوى سالم.. الآن وبعد أن بدأت الأمور تسير فى اتجاه جيد بينها وبين أكثم زوجها، والصفحة البيضاء التي اتفقا على البدء منها.. ماذا تريدين
يا رضوى؟ ومَن هي تلك الأفعى التي تتحدثين عنها؟
لم تستطع أن تطفئ نيران عقلها المشتعل بحثا عن إجابات، أو تنهى تلك الهمسات المتصارعة على خاطرها تخبرها بالكثير من القصص المتلاحقة
التي نسجت تفاصيلها من خيالها المجهد، وتبدأ جميعها بجملة رضوى،
ولا تنتهى عندها، ماذا تريدين؟ وعم تتحدثين؟ أرسلت ذلك إلى نفس الصفحة التي أتت منها كلمات رضوى، وقبل أن تغلق حاسوبها أتتها بضع كلمات كان نصها أن أكثم على علاقة بتلك الأفعى التي تعمل كمساعدة له، وبأنه ظلم رضوى أشد الظلم بعدما ركنت إليه، وسلمت له نفسها فى زواج عرفي غير مثبت استمر بضعة أشهر؛ لأنه أصبح مشغولا بمساعدته الجديدة، الحية الرقطاء التي سممت حياتها، وصرفت أكثم عن علاقته معها، ووضعتها فى موقف لا تُحسد عليه من عدم إعلان الزواج، وعدم الحصول على ما يثبت الانفصال، وهى ما زالت بكر أمام عائلتها والناس، والتي تريد تحذيري من سمها على حياتي أيضا.