عنوان الكتاب: الأم

الكاتب: مكسيم غوركي

المجال: رواية سياسية، تاريخية

عدد الصفحات: 317

تحفة أخرى من تحف الأدب الروسية و واحدة من الروايات الجميلة التي قرأتها. أنقل لكم قبل كل شيء ما كتب على ظهر الكتاب الورقي الذي لدي:

يحاول الكاتب من خلال هذه الرواية أن يوضح تلك الطليعة العمالية الثورية التي هي من طراز جديد فأدخل في روايته التجربة السياسية لسنوات الثورة العمالية الروسية. و إلى هذا الوعي السياسي كان أبطاله مدينون بعظمتهم و حقيقتهم، حقيقة التاريخ، من أجل هذا لم يكن بناء هذه الرواية قائما على عقدة تُحل، و تعقد أقدارا شخصية، بل بناها غوركي على نمو روابط طبيعية تعكس الأقدار الشخصية فيها ما بينها من تناقضات.

حسنا بعد هذا التقديم، أنتقل أنا لأسرد رأيي الشخصي. حقيقة، هي من الروايات التي تستحق قراءتها، و عليه أنصح بالفعل بقراءتها.

تتحدّث عن االثورة البلشفية و كيف اتحد العمال و ناضلوا من أجل أن يتحرّروا من العبودية بمعنى أن يعملوا من أجلهم، و يتخلّصوا من سيطرة البرجوازيون، مضحين بذلك بكل شيء و ماضين في سبيل تحقيق قضيتهم رغم خطر السجن و قد سجن بالفعل الكثيرون منهم مرارا، من بينهم البطل، و مات آخرون.

إنّ الشعب بدأ يشعر بمهانته، و قد أخذ يثور و يصخب شيئا فشيئا.

و أكثر ما يثير في الرواية، بل هو المحور الذي تدور عليه و الذي تمثّل في عنوانها: الأم، تلك المرأة الأربعينية التي كان يهينها زوجها السكير ثم مات فتبقى مع ولدها. هذا الأخير كان واحدا من الثوار و كان يجلب الكثير من الكتب إلى منزله و انتهى بإخبار أمه بقضيته. الأم، تلك المرأة العظيمة، تلك المرأة الأمية و التي تجهل السياسة، ساندته لأنّه ولدها، ساندته رغم أنّها تعرف أنّ الأمر سينتهي به في السجن، و هو ما حدث، لكنّها استمرّت في النضال حتى و هو في السجن. و بعدما عرفت الأم من أصدقائه حقيقة قضيتهم و فهتمها أصبحت تحس أنّهم جميعا أولادهها و أصبحت تناضل من أجل جميع الفقراء و العمال و تنشر المناشير سرا.

شعرت و أنا أقرأ الرواية بالعديد من المشاعر الجميلة مع هذه الأم، فأشعر أنّها أم فعلا و امرأة طيبة للغاية. السر لا يكمن فقط في كونها أما لثائر، بل إنّني شعرت أنّها أم للجميع، أم قلبها كبير بحيث يحتوي كل من تقابلهم. و كما قالت لها إحدى الشخصيات:

آه لو تدركين كم يكون الإنسان سعيدا في صحبتك

هل قرأت الرواية؟ إن نعم، ما رأيك بها؟ و ما رأيك بالثورة البلشفية عموما؟