الأدب الياباني يتميز بكونه يحتوي على الكثير من الأفكار الغريبة والمميزة والرواية التي قرأتها بالصدفة العام الماضي تحتوي على قدر كبير من الغرابة. اسم الرواية هي فتاة المتجر أو Convenience Store Woman وهي للكاتبة ساياكا موراتا.

رواية فتاة المتجر تتحدث عن سيدة في الثلاثينات تعمل بدوام جزئي في أحد المتاجر الكبيرة. وهذه المتاجر وهذه الوظيفة (الكاشير) في الغالب تكون مخصصة للمراهقين ومن يبدأون حياتهم أو يحاولون العمل في الإجازة الصيفية لكنها ليست بذاتها أحد التطلعات أو الأهداف وليست وظيفة تسمعها وأنت تسأل الأطفال من الطلبة عن وظيفة أحلامهم مثلًا!

 ولكن هذه المرأة تعمل في هذه الوظيفة منذ تخرجت تقريبًا ولم تحاول حتى تحويل دوامها إلى دوام كامل كما أنها لم تتزوج أو تسعى في أي شيء في حياتها وهي مستقرة وسعيدة هكذا ولكنها وحدها السعيدة بهذه الحالة فجميع من هم حولها يسألونا باستمرار عن خطوات حياتها ولماذا لم تفعل ذلك ولماذا لم تفعل هذا ومتى نفرح بك كما يقال في مجتمعاتنا. وهذا يحصل دائمًا ولكن المختلف في هذه الرواية أن المرأة لا تقوم بأي خطوات إضافية.

 ولكن المفاجئ حقًا أنه في أحداث القصة تقرر المرأة أن تسكت كل هذه الأفواه من حولها بأن تتزوج زواجًا صوريًا من شخص يشببها في الحالة وحينها يبدأ المجتمع بالرضا عنها ويرحب أصدقائها بانضمامها لجلسات حديثهم عن حياتهم من جديد 

والجميع في هذه الجلسات يشتكون هذا يشتكي من زوجه وهذا من أطفاله والأخر من ضغوط وظيفته ومن ثم بدأت هي أيضًا بالشكوى معهم ولم يعترض أحد بل رحبوا بوجودها أكثر رغم أنها لم يكن لديها مشاكل في حياتها السابقة!

 لاحظت البطلة أن المجتمع يفضل أن تعيش حياة عادية مليئة بالمشاكل أكثر من أن تعيش حياة غير عادية ولكنها مستقرة وسعيدة. 

والرواية تطرح فكرة مهمة بالنسبة لي وجعلتني أتساءل حقًا: لماذا نتصارع في حلبة الحياة؟ هل نحن من قررنا ذلك أم أن المجتمع قد قرر لنا الطريق الصحيح مسبقًا؟ وما نصيب من يبتعد عن هذه الطريق ويختار لنفسه طريقًا أخرى مختلفة؟