لطالما كنتُ مغرمًا بفكرة دخول عالم الفلسفة. لكن بالنسبة إليّ كقارئ، عانيتُ دائمًا من الأزمة التي لا تنتهي مع معظم القرّاء، وهي أنني لم أحصل على المصدر المناسب الذي أستقي منه مبادئ هذا الفرع من العلوم الإنسانية، أو المدخل الذي يسهّل عليّ بداية هذا الطريق.

أحد أسهل مداخل الفلسفة: ما الذي عانيته مع ويل ديورانت؟

منذ بضعة سنوات، وعندما بدأتُ في الاستفسار عن مختلف المداخل التي أستطيع من خلالها التواصل مع فروع الفلسفة ومدارسها، رشّح لي العديد من الأشخاص بعض الكتب في هذا الصدد.

وكان من أبرز هذه الكتب على سبيل المثال، لا الحصر، كتاب "مبادئ الفلسفة" لـسولومون رابوبرت، رواية "عالم صوفي" لـجوستاين غاردر، وكتاب "قصة الفلسفة" لـويل ديورانت، وقد كان كان الأخير هو أوّل ما بدأتُ به رحلتي في هذا الصدد.

خطّ ويل ديورانت هذا الكتاب عام 1926 تقريبًا، وقد جمع فيه باختصار مجموعة من المدارس الفلسفية والأفكار بمختلف توجّهاتها، على أن تمثّل فصول الكتاب أسماء الفلاسفة كأفراد بشكل تسلسلي تاريخي بعض الشيء، يبدأ من سقراط وينتهي بـفريدريك نيتشة وجون ديوي.



وعلى الرغم من أنني تحمّستُ بشدّة تجاه هذه الفكرة الرائعة التي ينطوي عليها الكتاب، فإن صدمتي من تأثير مثل هذا الأسلوب لم تظهر إلّا بعد أن أنهيت قراءته، حيث اكتشفتُ مشكلة كبيرة قد تودي بأي قارئ وتضلّله بمنتهى السهولة والخداع.

يعتمد ويل ديورانت على مجموعة من الومضات والأفكار السريعة حول حياة المفكّر أو الفيلسوف وآرائه وأفكاره في عدد قليل من الصفحات، ثم يبدأ بعدها في سرد مجموعة من الانتقادات التي يواجه بها نظريات المفكّر وأفكاره من زاوية رؤيته الشخصية.

هذا الأسلوب سبّب لي الكثير من المتاعب، حيث أنني لم أمتلك عن المفكّر سوى نظرة ضيّقة قد يكون تبنّاها شخص واحد فقط، بالإضافة إلى أن الصورة المختصرة للكتاب لم تمنح أيًّا من المفكّرين حقّه في عرض الأفكار بالطريقة الصحيحة، ومن هنا أيقنتُ بأنني لن أكرّر تجربة قراءة التجميعات المختصرة، سواء في الفلسفة أو في أي فرع آخر.

بالنسبة إليكم، هل تفضلون قراءة التجميعات المختصرة في بعض المجالات أو الفروع؟ أم أنكم تتفقون معي في قدرتها على تضليلنا وإكسابنا معلومات ناقصة بسهولة؟