السيد جون لوك فيلسوف إنجليزي وسياسي فذ، يعد مؤسس المدرسة التجريبية في إنجلترا وواضع أسس علم المعرفة، وقد قدم "في الحكم المدني" الذي يقع في كتابين الأول هو: بحث في بعض المبادئ الفاسدة والثاني: بحث في نشأة الحكم المدني الصحيح، وقد قدم من خلالهما تصوره عن المجتمع المدني الذي يحقق الكرامة الاجتماعية، إذ في تعريف لوك فالمجتمع المدني إنما هو مجتمع منبثق بشكل عفوي عن المجتمع الطبيعي، ليقوم اعوجاجه ويحقق الغرض من وجود الإنسان على أتم وجه.

على نهج التنوير الذي كان قد عم أوروبا آن ذاك أكمل جون لوك فلسفته التي ترى بأن العبودية هي أساس كل فساد، وأن العبودية انبثقت في المقام الأول عن السلطة الأبوية التي منحتها الكنيسة من خلال كهنتها للذكر، وذلك استنادًا لقصة خلق آدم، واعتبار خلقه هبة، وتسوغه ليكون حاكمًا لكل سلالته، ومن هم من نفس جنسه -ذكور- يملكون سلطات مصغرة على العائلة باعتبار آدم كان أبًا كذلك، وبالتأكيد على المرأة، يعتقد لوك أن من هناك جاءت فكرة الاستسياد، فكلنا ملك آدم، وكل رعية ملك راعيها، وكل امرأة ملك زوجها، وكل طفل ملك أبيه، وهذا ما يراه لوك علة المجتمع، فلا يمكن أن تقوم قائمة لمجتمع كله مستسيد للحاكم ومنه للزوج.

لوك يرى أن البشر متساوون بطبيعتهم، وأن وظيفة الملك أو الحاكم هي تكليف، لا يمنحه سلطة مطلقة تجاه الشعب، وأن الشعوب التي تساق بترهيب الخطاب الديني الذي يرسخ عبوديته، لا يمكن أن تقوم لها قائمة، فالتطور والدولة المدنية تقوم على التكافل والشرعية للحكومة، والديمقراطية، و"لأن الإنكار دون حجة، لقول لم تنهض عليه حجة هو نقص كافٍ لهذا القول" فأقوال الكنيسة على مدار عقود طويلة برأيه كانت غير منطقية ورسخت الملكية الأبوية، وهي السبب في انحطاط أوروبا كما يرى، نماذج وحلول لوك أثبتت صلاحيتها في أوروبا، ووضعت شكلًا جديدًا لعلاقة الحاكم بالرعية وعلاقة الرجل بالمرأة والأب بأبنائه. ما رأيكم بوجهة نظر لوك، وهل تعتقدون أنه يمكن لها حل مشاكلنا في الوطن العربي كما فعلت في أوروبا؟ وفي رأيكم ما هي علة المجتمعات العربية والتي تعوّق تقدمها؟؟