عندما قرّر الصحفي صباح الشمري والمحامي نجيب الوقيان توثيق الجرائم التي حصلت في الكويت وقضت المحاكم فيها بإعدام فاعليها جاء كتاب (الإعدامات في الكويت) لينقل قصة 39 حالة تمّ تنفيذ حكم الإعدام بها في الكويت خلال الفترة الواقعة ما بين1960 ولغاية2000.

تمّت رواية وقائع الجريمة بناء على ما تمّ إيراده في لجان التحقيق ومقابلة المجرمين وعائلات الضحايا، أغلب أحكام الإعدام قد صدرت بحقّ جرائم القتل والاتجار بالممنوعات وخطف الأطفال والاعتداء عليهم.

لا أخفيكم، تثيرني قصص الجريمة، حيث بدأت البحث عن أكثر الجرائم انتشاراً، ووجدتُ بأنّ الجرائم الناتجة عن الاتجار أو تعاطي المخدرات بلغت 14.3% بالنسبة للجرائم الأخرى، ثمّ جرائم السرقة، فالسطو، فالاعتداء، وأخيراً الاختطاف.

وبمزيد من البحث عن دوافع الإقدام على الجريمة بالارتكاز على تحليل السلوك في دراسات علم النفس الجنائي، وجدتُ أنّ السلوك الإجرامي ينطلق من أربع نظريات متداخلة:

  1. النظرية النفسية التحليلية: وفيها السلوك الإجرامي ينبع من فشل المجرم في التوفيق بين الدوافع الفطرية والغريزية مع القيم والأخلاق.
  2. النظرية السلوكية: وفيها السلوك الإجرامي ناتج عن اضطراب الشخصية، وطريقة نظرة المجرم لنفسه والعالم المحيط به، حيث يتصف باللامبالاة والأنانية وعدم المسؤولية والقسوة الشديدة.
  3. النظرية الاجتماعية: وفيها سلوك الشخص يتأثر بالمجتمع المحيط به والخبرات السابقة له في الحياة وبالعادات والتقاليد والموروث الاجتماعي. 
  4. النظرية البيولوجية: وفيها اعتمد العلماء على أنّ المجرم يتسم بتكوين جسدي معين يختلف عن الأشخاص الأسوياء، من حيث حجم وبروز الجمجمة وشكل الفكّ والأسنان والأذن والأنف، إضافة لدراسات حديثة ربطت الجريمة بالجينات الخاصة بالمجرمين ونشاط الغدد لديهم.

أعلم بعدم وجود ما يبرر الجريمة، ولكنّ هذه النظريات جعلتني أتساءل هل يمكن للجاني أن يكون مجنياً عليه؟

فشخص تربّى على أنّه سيبقى ذليلاً إذا لم يأخذ بثأره ألا يمكن أن يكون مجنياً عليه بحكم أعراف وموروثات تقوم على الانتقام؟

أو شخص وجد نفسه في الشارع حيث لا عائلة له، ولم يجد غير طريق الانحراف وسيلة ليعيش ولم يصادف من يعلّمه معنى الأخلاق، هل نلومه وحده حين يصبح مجرماً؟

وآخر تربّى على الدلال ولم يسمع كلمة لا في حياته، ألا يمكن أن يكون مشروع مجرماً؟

أدرك أنّ حالة البلد الاقتصادية وعدد سكانها وثقافة أهلها أحد أسباب قياس معدلات الجريمة، لذلك وبناء على مشاهداتكم والبلاد التي تقطنونها، ما هي أكثر الجرائم المنتشرة في بلادكم؟ وهل تظنون بأنّ الجاني قد يكون مجنياً عليه، حيث يمكنه القول بأنهم من جعلوه مجرماً؟