رأينا في رواية فهرنهايت 451 للكاتب راي برادبيري عالم خيالي تُحرَق فيه الكتب وتصادر فيه القراءة، لكن هذا العالم ليس خياليًا لهذه الدرجة.

وعلى كل حال فسؤالي ليس عن الرواية نفسها إنما الفكرة التي تطرحها، هل بعض الكتب تستحق أن تمنع أو تحرق؟ 

رأينا في العصور القديمة الملوك يقتلون من يقول فيهم الشعر ذمًا مثلًا ويمزقون أوراقهم. ورأينا أناس يهينون كل ما يمكن إهانته من الإنسان وحتى الدولة وربما أحيانًا أيضًا الدين!

لكن رأيت مؤخرًا بعض الكتّاب يسعون لتجميع هذه الشذرات المشتتة بوصفها لمحة تاريخية عن إرثنا لا يجب أن تمحى حتى لو لم نكن فخورين بها كثيرًا. 

وهناك مقولة مشهورة نسبت للعقاد يقول فيها أنه قرأ آلاف الكتب وحتى الكتب السيئة قد أعطته مقياسًا لكيف تكون الكتب الجيدة. 

ربما تفاجئتم لذا سأعطيكم مثالًا فهناك كتاب يسمى ديوان الزنادقة جمع فيه كاتبه الكفريات التي قيلت منذ عصر صدر الإسلام وحتى الدولة العباسية ورأينا طريقة تفكير أصحاب الأشعار في الغزوات الإسلامية مثلًا أو الملوك الأمويين ورأينا أيضًا ماذا حل بهم جزاء لكلماتهم. 

بشكل شخصيّ قد أقول أن هذه الكتب مهمة لنعرف كيف يفكر من يعارضنا وكيف يفكر المختلفون عنّا ولكن لا أعلم حيث تبدو الفكرة مليئة بالخطورة.

هل توافقون على فكرة الأرشفة بدعوى حرية القلم؟ أم ترون أن هناك كتبًا مسمومة لا تستحق الحياة أبدًا؟ ومن يحدد المسموح من الممنوع؟