دار حديث بيني وبين صديقتي الكاتبة حول تأليف رواية بالتشارك، وفكّرنا كثيرًا كيف ستكون خاصة أنّ الرواية جنس أدبي مختلف والتعامل معه حسّاس.

مما لاشك فيه أنّ تأليف رواية مشتركة ليس كتأليف كتابٍ أكاديمي أو مجموعة قصصية، فبحثتُ في الأمر، فوجدت أنّه ليس جديدًا، وإنما موجود منذ سنة 1936م، حيث اشترك طه حسين وتوفيق الحكيم في رواية " القصر المسحور"، وجاءت بعدها الكثير من الروايات المشتركة مثل رواية "عالم بلا خرائط"، من تأليف الصديقين جبرا إبراهيم جبرا وعبدالرحمن منيف سنة 1982م، وتلتها أعمال روائية أخرى مشتركة...

ثم عاد المشهد ليتكرر هذه السنة، في معرض القاهرة الدولي للكتاب، حيث قام سبعةٌ من المؤلفين كما هو في عنوان المساهمة، بالتشارك في عمل روائي يقوم على سردية النص الموّحد التشاركي، وتمكّن هؤلاء من كسر نمطية الكتابة، حيث أنهم جسّدوا في هذه الرواية " القطار الأزرق " تجاربهم الحقيقية مع الحرب بأسمائهم الحقيقية.

ورشات الكتابة الجماعية استمرّت نحو عام كامل، وقد تحدّث كل واحد منهم بلسانه عن مآسيه في الحرب. هذا العمل الأدبي الفريد جاء لتحريك ركود الوسط الثقافي، في هذه الآونة .

أرى أنّ هذا النوع الأدبي المتمرّد غير قادرٌ على مجاراة الرواية الفردية، لأن الرواية عملية ذاتية تخيّلية تمتزج حروفها بمشاعر ووجدان المؤلف.

ماذا تعتقدون أنتم؟

لكن في حالة التشارك كيف لكل تلك المشاعر أن تنسجم وتتسق ضمن نصٍ متكامل متناغم دون أي خلل أو فجوات في الرواية.

هل يمكن لهذه الرواية أن تنجح؟ 

مع العلم أنّ الكاتب عبد الرحمان منيف قال في كتابه «الكاتب والمنفى»:

"بأنّ القرّاء قد انشغلوا بالبحث عن الأشياء التي كُتبت وتحديد نسبها، أكثر مما تم تناولها كرواية لها بنية تتناول موضوعًا" (ط4، 2007، ص244).

بمعنى أنه قد اعترف بفشل الرواية وهو مؤلفها وله باع طويل في التأليف.

ما رأيكم في الرواية التشاركية " القطار الأزرق" ؟ وهل تعتقدون أنّ هذا النوع من الرواية يمكن له أن ينجح؟