توتر .. تردد .. تغيُّر، تلك هي البداية التي أدت إلى طعام .. صلاة .. الحب، الرواية العظيمة التي هي الأقرب دائمًا لما يدور في داخلنا، وتُعطينا دافع لإنهاء كل شيء لا نُريده ونبحث عن أشياء تُرضينا .

تتحدث الرواية عن امرأه ثلاثينية متزوجة ولديها أسرة تبدو رائعة من الخارج، ناجحة في حياتها المهنية، يرى الجميع انها تعيش حياة مثالية، في حين أنها تشعر بالملل في حياتها، ثم يتحول الأمر إلى تعاسة كانت بمثابة مُنبه لها، لتُقرر القاء كل شيء خلف ظهرها وإنهاء كل ما ترتبط به والبدء من جديد في رحلة البحث عن السعادة .

في الرواية كان السفر هو الوسيلة التي اتبعتها البطلة أثناء رحلة البحث عن السعادة، لتكون اول رحلاتها في بلد شهير بالطعام وترضى بكل بساطة أن تكون سعادتها في تذوق مأكولات شهية ترضي ذوقها .

انتقلت الكاتبة لبلد أخر روحاني .. لتجد حينها السعادة في العلاقة الإلهية والصلاة بحسب الطقوس التي استطاعت بها الوصول إلى التصوف والعشق الإلهي.

لتنتهي رحلتها في بلد أخر بلقاء حبيبٍ يُرضي قلبها في هذا الوقت، وحينها شعرت وكأن سعادتها اكتملت، فجاءت وكتبت هذه الرواية التي تحكي فترة من الحياة صاحبتها الكاتبة إليزابيث جيلبيرت .

سردت الكاتبة الأحداث ببساطة وانتقلت بينها بسهولة، وكأنها تنقل الحياة كما يتمنى كل منا ان يعيشها، ليس بالسفر او بالطعام والصلاة والحب .. ولكن بالرضا، فالرضا ليس مجرد التعايش مع الواقع، بل إنه العيش في سلام داخلي مُحاط بسعادة خارجية .

لا توجد حياة تخلو من الاضطرابات والمراحل التي نشعر فيها وكأننا لا نجد أنفسنا، تلك هي المرحلة التي نحتاج فيها رحلة مع النفس من أجل الوصول إلى الذات التي نرضى أن نكون عليها، لا يهم التوقيت أو العمر، بقدر ما يهم أن تكون لدينا إرادة أن نعمل على التغيير من أجل الوصول إلى السعادة التي تخلق داخلنا سلام نفسي وقناعة بما نحن عليه .

يُذكر أن الرواية تم تجسيدها في فيلم سينمائي يحمل نفس الإسم وبنفس الأهداف والمعاني المقصودة في الرواية .

وأخيرًا .. ما هي الثلاثة الأشياء التي تجد فيها سلامك النفسي في المرحلة الحالية من حياتك ؟