دفعني فضولي أنْ استكشف عالم السّحر فتَصفحت عدة مواقع وطالعت مجموعة من الكتب وقررت أنْ أجرّب...أغلقت باب غرفتي على نفسي ووضعت أمامي مجموعة من التعاويذ كنت كتبتها مسبقا، وهيّأت الجلسة بإشعال الشّموع وبعض البخور، وانطلقت في تلاوة التعاويذ السحرية رغم صعوبة نطقها.
كرّرت عدّة مرات ولم أفلح حتى أصابني الملل...كنت أريد استدعاء أحد العفاريت للاستعانة به ودخول مجال السّحر...ظلّلت أياما وأنا أجرّب حتى انتهى بي المطاف إلى أنْ عثرت في إحدى المكتبات على كتاب ثمين، بليغ المحتوى، حيث وجدت فيه أمورا لم أدرسها من قبل...
عدت به مسرعا إلى البيت وبدأت أتصفحه بتأنِّي…
كان يحتوي على ما أريد...فيه فصل كامل يتحدث عن كيفية استدعاء العفاريت...قررت ليلتها أنْ أنهي الأمر ويجب أنْ أنجح هذه المرة وإلاّ فإنّني لن أخوض هذا المجال مرة ثانية...
كالعادة اختليت بنفسي ورتّبت أموري وجلست وحيدا في الظلمة، سوى مع شمعتي التي تضيء لي كي أقرأ...بدأت أردّد التعاويذ فأحسَسْت أنّ الوضع اختلف هذه المرّة....
كأنِّي بدأت أسمع أصواتا من حولي، لم تثنني عن المواصلة ولم أعرها أي اهتمام.
فعزمي أقوى من أن أخاف، كما أنّني كنت أعلم أنّه إنْ تراجعت حينها قد أُصَاب بالجنون إلى أنْ ظهر أمامي فجأة منظَر بَشع بِشكْل لا يُوصَف، وخَاطبني بِصوت مُخيف
_ ماذا تريد أيّها الإنسي؟
انتفضت وشَحُب وجهي وتصبّب مني العرق فحاولت عدم إظهار توتّري...تحاملت على نفسي وقلت له...
_أريد تعلم السّحر،أريدك أنْ تصبح خادمي...
تعالى صُراخه من حولي وهو ينفخ واحمرّت عيناه وزادت بشاعته فأغمضت عيني فلم أعد أستطع النّظر إليه فقال لي
_انا العفريت سوميا...ولأكون خادمك عليك تنفيذ شروطي أولا ...
أجبته متسرعا
_سأنفّذ كل شيء، المهم أنْ أصبح ساحر...
_هل أنت مستعد للأمر؟
_أنا مستعد وإلاّ لما استدعيتك...
_حسنا...هناك أمور يجب أنْ تقوم بها وتحتاج إلى خلوة...
_حسنا ولكن أين …
_أغمض عيناك فقط وستعرف...
يمكنكم زيارة مدونتي لمزيد من القصص المشوقة