المدينة الفاضلة هي حلم جميل ولكنه غير واقعي. لأن البشر ليسوا كاملين ولا يمكنهم أن يتفقوا على كل شيء. دائما سيكون هناك اختلافات في الآراء والمصالح والقيم والمعتقدات بين الناس. وهذه الاختلافات قد تؤدي إلى الصراعات والحروب والظلم والعنف. لذلك، أعتقد أنه من المستحيل أن نجد مدينة فاضلة خالية من كل هذه المشاكل.
المدينة الفاضلة حلم الفلاسفة المثاليين هل هي ممكنة التحقيق ؟
ليست مستحيلة !
هناك من يظن أن المدينة الفاضلة موجودة حقا في التاريخ وهي متحققة فعلا في زمن من الازمنة الفائتة، ولكن علينا تغيير نظرتنا للمدينة الفاضلة التي في عقولنا فقط لنراها على الحقيقة ، طبعا لن اتفق مع هذا الرأي أبدا مهما كانت مبرراته، لكن بقي الاختلاف في الاراء امرا واردا دائما.
هل تقصد الآنسة خلود أنه لا يمكن التحقق من فضيلة شخصيات أو مدن حتى نرى تجسيدا لها على أرض الواقع ؟ ، هناك قارة غارقة قيل أنها كانت تجسيدا حسيا ( للفضائل و التطور ) التي حلم بها المثاليون إسمها ( أتلانتس ) ، و لكن سبب الانتكاس و الغرق هو شيوع ( شرور النفس ) ، و القرآن الكريم أجاب على مسألة تغير و زوال النعم و رفعها عن الناس و هي في قول الله تعالى : ( ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۙ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) [ الأنفال : 53 ]
أليست معنى أن تقوم المدينة الفاضلة في أذهاننا أنها يمكن أن تقوم حقيقة في عالم الواقع؟! لقد قامت من قبل فئ ذهن أفلاطون وتوماس مور وغيرهم وكلنا نشتاق إليها بقوة!
البعض يظن أنها قامت في عصر ما، كل شعب له نستولوجيته الخاصة في تذكر مدينته الفاضله، الاسلاميين اليوم يظنون ان مدينتهم الفاضلة الاندلس وبغداد في القرن الثالث، و المصريين يعتقدون أن مدينتهم الفاضله الجيزة في عصر توت عنخ ’مون، والصينيين يعتقدون أن مدينتهم الفاضلة قامت يوما ما في حياة لاوتسو. والهندوس في حكم بوذا ....الخ
الحضارة الإسلامية هي الأقرب تجسيدا إلى منطق الفلاسفة المثاليين و قد ساهم فلاسفة و أطباء و مهندسون عرب مسلمون في تشييد حضارة الأندلس ، فالمسلمون هم الأوائل في علوم الطب و الاختراع و الهندسة .. يعاب على العلماء المسلمين الجمود و التناقضات و عدم الانفتاح على التطوير و التحسين .. و ما عدا ذلك فكل شيء مثالي ..
. يعاب على العلماء المسلمين الجمود و التناقضات و عدم الانفتاح على التطوير و التحسين .. و ما عدا ذلك فكل شيء مثالي ..
مع احترامي الشديد لك اعتقد ان هذا هراء، والنقد هنا للفكرة وليس لحظرتك.
لا توجد مدينة فضائلة تاريخية بأي حال من الاحوال حت لو ادعى البعض هذا، لان فكرة المدينة الفضالة اصلا فكرة غير قابلة للتحقق باعتبارها مدينة لا تاريخية، اي مدينة متخيلة .
الحضارة الاسلامية لم تكن يوما حضارة يوتوبية خالية من العيوب ، بل فيها ما يعبيها مثلها مثل كل الحضارات التاريخية الاخرى، والمسكلة فيها ليست فقط في العلماء، بل في السياسيين ، وغيرهم ككل البشرية .
الحضارة الإسلامية ازدهرت في عصر إعلاء شأن التفكير و العلم .. و سقطت بسبب الصراعات على السلطة بحيث لم تعطى المناصب لأهلها .. بل تم تمريرها عن طريق التوريث و انتقال الوظيفة إلى الإبن إعتقادا من صناع القرار السيادي أن الإبن هو خير خلف لأبيه .. بينما علم النفس لا يتفق تاما مع هذا .. لأن الوريث قد لا يكون مؤهلا بعد لخلافة أبيه إذا لم تجرى [ تقليد و تقنين مسابقات و اختبارات لاختيار الحاكم المناسب و الذي يمتلك إحساسا بالعدالة و بمسؤولية الأرض و الشعب ] .. و يفعل كذلك مع ( المناصب التي ما دون الحاكم ) - لاختيار المؤهلين بصدق و دون مصالح - & فإذا أخلص الجميع لعمله و لمسؤولياته و وضعت هيئات رقابية موازية و مستقلة .. و أعطي لكل شيء مكانته و قدره المستحق .. فإن تطبيق هذا سيجعل جميع الناس ( راضين ) انطلاقا من الجنين و انتهاءا بالعجوز ... & فالشعوب الصالحة كانت خبيرة في ترشيح المؤهلين الحقيقيين و توصي بتقليدهم المكانة التي يستحقونها .. و تعطي لهم فرصة للعمل و قيادة أركان الدولة القائمة على الفضيلة ...
يمكن تجسيدها على أرض الواقع إذا تعاون الناس على تشييدها .. لا تزال هناك حقوق و مسائل مغيبة معتمة تحتاج إلى اعتراف و توضيح و نشر و تبليغ و تصحيح .. عندما يتم التوضيح و إعادة الاعتبار لجميع الحقوق و لجميع الناس عندها ستنطلق مرحلة التعاون و البناء و الاعمار .. و يكون كل شخص على وعي و علم بما له و بما ليس له .. هناك من يسعون إلى عقابنا و الاضرار بنا على ما لم نحط به علما و وعيا و فهما .. و هذا الانتقام الموجه ضدنا عبارة عن رسائل إيقاظ لكي ننتبه إلى الحقوق التي تعدينا عليها بغير قصد .. لابد من مراجعة و محاسبة أنفسنا و الاعتراف بذنوبنا لمن أخطأنا في حقهم .. لابد من امتلاك شجاعة الاعتراف بالذنب و الحرص على عدم تكراره .. فالإنسان الصادق يحرص على مراقبة نفسه و تصحيح اخطاءه و ارجاع الحقوق لأهلها و التوبة إلى الله ..
إن كانت ممكنة، لماذا لم نرها على مدى العصور، فحتى مع التقدم الحالي لم نجد دولة متقدمة قريبة حتى منها؟
لكن صراحة فكرة المدينة الفاضلة خيال بعيد جداً جداً ولا أعرف كيف خطرت على بال أصحابها.
وكلما أذكر أن أفلاطون قد اختار لمدينته أناساً ورفض آخرين، يراودني شك كبير عن مدى فهمه لقيم العدالة والانسانية والافتقار لأدمى مقومات الانسانية. ثم هناك سؤال مهم: من نحن حتى نختار فلان وعلان ليكونوا ضمن المدينة الفاضلة ولا يكون غيرهم؟
أعتقد أنها افتراضات وأوهام قد لا يؤمن بها أصحابها أصلاً لكن يروجونها للناس.
لا يوجد تحديد و اختيارات أخي محمود ، الشيء الوحيد الذي يحدد هو علامتنا و درجتنا في مجموع و محصلة ( مشاعرنا و أقوالنا و أفعالنا ) ، إذا كنا نحمل ( معدل غير كاف ) فلا نستطيع دخول المدينة الطاهرة لأننا نحتاج كمية من النقاء الروحي الذي يؤهلنا لدخول الجنة على الأرض ( المدينة الفاضلة ) ، و بعد الموت ( جنة الخالق ) ..
أنت تتحدثين إذاً عن الجنة التي يحظى بها الصالحين في الآخرة
ولكن على أرض الواقع الذي نعيشه هو أمر غير قابل للتحقيق وأن التطرف في فرض سلوك صالح سيخلق رد فعل عكسي بتطرف في سلوك معادي لأن النفس البشرية متمردة وتسأم بسرعة ، كما أن الله لو كان يريد منا أن نعيش في حياة مثالية ما كان لنا أن نهبط في هذه الدنيا ونواجه شياطين الجن والأنس ومن قبلهم نفوسنا الأمارة بالسوأ ... لكن إذا قام إنسان بمحاولة عكس التغيير الذي يرغب أن يحدثه في العالم على نفسه ... سيمتد هذا التأثير ببطء لكل من حوله .. لذا إذا أرد أحد أن يتغير عليه البدأ من نفسه وبيته ومحيطه .
المدينة الفاضلة لا تبنى بالإكراه و الفروض ، تبنى بالقوى الروحية الناعمة المشروعة ، بمعنى آخر لا تلزم أحدا بالدخول إليها ، و لكنها ستكون حصينة منيعة محروسة ضد ( الملوثين غير الطاهرين ) ، هي مفتوحة لمن هو متطهر من شرور نفسه و يخضع الراغبون لاختبارات و امتحانات قبل الصعود و التأهل للدخول ، و غير المتطهر لا يدخلها و لا يصل إلى قلب المدينة ..
هل تعتقد أن كل هذا يخلق بالنهاية مدينة فاضلة أم مدينة تستند على قوانين وبيئة صارمة ترفض الضعف البشري والأمراض النفسية ، هل تعتقد أن خلق مناخ رتيب على الأرض يجعل الأنسان ينصاع ويعيش بطريقة صحيحة .. من يطبق القوانين وما مدى الأهلية التي تجعله يتخذ قرار بأن هذا صائب وهذا غير صائب؟
إذا تم وضع كل شخص في مكانه المناسب و المستحق و تم تحقيق العدالة بين الجميع .. سيختفي الظلم و سنكون قد حققنا أول شرط من شروط ( المدينة الفاضلة ) .. عندما يسود العدل و يختفي الظلم .. سنكون قد حققنا أول ( فضيلة مهمة ) و هي إحقاق مبدأ العدل و إنزال الناس منازلهم ، و إذا شعر كل إنسان أنه ( محترم و حقوقه مكفولة في بيئته و مكان عمله ) ، فإنه سيكون مواطنا صالحا ( يعلم ما له من حقوق ، و ما عليه من واجبات ) ، فلا يظلِم و لا يظلَم ، و بهذا الشكل نحقق العدل بشكل جذري ..
وكيف يمكن تحقيق ذلك الكلام الممتاز أستاذ فتحي في عالم يتحكم فيه الشر ولن يتخلى أبداً عن سلطته وناس مقمعوين مغيبين الفكر ......... ماذا يجب أن تفعل لكي تحصل على مدينة فاضلة؟
ليس سهلا بل هو عسير و لكنه ليس مستحيلا ، تتطلب التدريب على فن إدارة و تحويل المشاعر .. لأن المشاعر هي روح الحياة مثل الليل و النهار .. تتقلب و تنتكس ثم تحيا و تنمو و تزدهر في كل مرة .. فالرتابة مملة أيضا لابد من التنوع ..
لما لا تؤلف كتاب تعرض فيه وجهة نظرك باستفاضة .. أعتقد أن هذا سيجعل طرح الموضوع بشكل أكثر قابلية للنقاش والتفكير
سأحاول طرح كتاب أخي حمادة .. لكن أحتاج لبعض المساعدة في إخراج الفكرة كما يجب ، لأنه بدون مساعدة لا يمكنني انجاز الكثير ..
مساعدة في ترجمة مقاصدي إلى لغة مفهومة و مدققة لغويا و إملائيا و ثرية بالتفاصيل و المشاهد التي يحتاج القارئ لمعرفتها و الشعور بها ..
أولاً أنت تحتاج لتفريغ أفكارك ومقاصدك صوتياً أو كتبياً في مسودة ثم محاولة تنظيمها بشكل مقبول أو مرضي لك ، ثم إنشاء ملخص لفكرتك في بضع سطور أو (أبواب) ثم يمكنك بعدهاا التواصل مع مستقل بارع في الكتابة هنا (إن كنت لا ترغب في فعل ذلك بنفسك) و تحويل هذا لمشروع مقابل أجر بسيط يضمن لك خروج الفكرة بالطريقة التي تتمناها
أعتقد أنّ هذا العالم المثالي هو محض حلم لا أكثر ولا يمكن أن يتحقق. السبب؟ الفروقات الفردية. فهناك أفراد تضع دائما مصالحها ونفسها قبل مصلحة الكل فتكون غايتها الربح والكسب المادي. وهؤلاء الأفراد لا يناسبهم أن يكون هناك عالم مثالي يتساوى فيه الجميع في الحقوق والواجبات والثروات. لذلك سيسعوون إلى الحفاظ على العوالم الرأسمالية التي يدورون في فلكها. سيبقى حلما مستحيل التحقيق إلا في جال تمّ استئصال بذرة الشر في البشرية.
التعليقات