تساؤلات أبحث لها عن جواب منير.


التعليقات

هل وجودي يفرض علي بالضرورة ان يكون لي خلف ؟

الجواب العام هو : لا لا يفرض عليك ذلك . لكن هناك حالات خاصة يفرض عليك ذلك في حال كان مصير البشرية انقراضا وانتهاء متعلق بك. في تلك الحالة يفرض عليك وجودك أن يكون لك خلف لاستمرار البشرية ان قام الناس عنك بالمهمة في حفظ النسل فأنت حر تماما .

ماذا ان كانت شخصيتي وبيئتي تحمل عيوبا اعرف انها ستنتقل للجيل الجديد ؟

  • بخصوص الشخصية والجسد الامر متعلق بالجينات . والجينات حسب اخر دراسات العلوم واوثقها ( ديناميكة حركية ) وليست ثابتة بمعنى ان الجينات ليست لوحا محفوظا مكتوب فيه قدرك والدليل بعد خروج تقنية كريسبر كاس المهمة جدا حاليا في التعديل الجيني أصبح من الممكن علاج الجينات بالأثر الرجعي والتعديل عليها في الكائن الحيّ كما هو. لذلك فيمكن في حال العطب والخلل الاصلاح . ولا يمكنك ان تفرض على خلفك الا ياخذوا حقهم في المحاولة والتجربة في العيش اضافة الى هذا وذاك ما نسميه عيوبا وخللا في الشخصية والجسم وما اليه هو الظاهر فقط اما الباطن من ناحية عقلية ذهنية وكما يقول علم الاعصاب الحديث الاضطرابات في الحقيقة ليست نقائص بل هي ' طرق ابداعية للدماغ للوصول الى ما يريده فقط بطريقة غير مألوفة ' مما يعزز الابداع والتنوع البشري على نطاق واسع . (المصدر كتب اولفر ساكس ).

  • بخصوص البيئة: تقول الملائكة حسب القرآن العظيم : "أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا" ؟ . والجواب واضح .

  • بخصوص : لماذا آت بهم من العدم ؟. هنا انت غفلت عن الاسباب والمسببات ومن هم على الحقيقة . لانه" لا حول ولا قوة الا بالله" فلا شيء يقوم بلا فعل الله فيه فانت سبب وان قدّر الله خروج شخص بشري او ولادته من العدم فالامر ليس معتمدا عليك . .يقول احد الصحابة "اشْتَهَيْنَا النِّسَاءَ وَاشْتَدَّتْ عَلَيْنَا الْعُزْبَةُ وَأَحْبَبْنَا الْعَزْلَ فَأَرَدْنَا أَنْ نَعْزِلَ وَقُلْنَا نَعْزِلُ وَرَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏بَيْنَ أَظْهُرِنَا قَبْلَ أَنْ نَسْأَلَهُ فَسَأَلْنَاهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ :‏ ‏مَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَفْعَلُوا مَا مِنْ نَسَمَةٍ كَائِنَةٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلَّا وَهِيَ كَائِنَةٌ " رواه البخاري والحديث واضح وما لم يعتمد الامر عليك فكل ما أراده الحق كائنٌ في علمه ولما يريد ان يوجده يقول له (أي انه موجود في الازل اصلا وسلفا ) فيكون . فيكون في الواقع . وانت ضمن الاسباب سواء اردت فتكون سببا ام لم ترد لكنك لست أصلا له لانه موجود بايجاد الله سبحانه وتعالى وهذا مفهوم دقيق وجميل .ودليل اخر انك لست اصلا له لان الانسان لو اراد الولد ولم يرد الله ذلك لم يكن له ذلك ولو فعل ما فعل فهي مقدرات في علم المولى سبحانه.

مالحد الفاصل بين الاستسلام للقدر والاستسلام للفشل ؟

الاستسلام للقدر. مبنى على فكرة ان القدر لا يمكن تغييره. وهذا سوء فهم من الانسان . لانه حتى لو كان القدر مكتوبا بحيث لا يمكن تغييره ابدا ونحن ريشة في مهب الريح كما يقول ايليا ابو ماضي فالسؤال هو كيف عرفت انك كذلك هل اطلعت على اللوح المحفوظ ؟. القدر كما تريد ان تكون (والله يعلم ما تريد ان تكون ) ولك دوما حرية حتى لو بدت لك محدودة تلك الحرية هي التي تحدد اختياراتك ولان العقاب مع قدر محتم هو ظلم محض والله تعالى عن الظلم وحرمه على نفسه مع قدرته عليه فاتضح ان القدر هو علم الله لما ستأول إليه دون تدخل في تقييد حرياتك . والضابط في الامر هو الاستسلام لله لا للقدر لان القدر ضيق والله ' واسع حليم ' . ولو تأملت لمدة يوم في جلالة اسمه الواسع لاغدق عليك بمعارف تنير كل سؤال لك بالاخص هذ الاسئلة المحورية في الحياة .

الاستسلام للفشل مؤقت هو حالة (احباط ) و انقباض لعمل قمت به لم يأتِ أكله..وليس كالاستسلام للقدر لانه نهائي وقد يؤدي بالانسان للاكتئاب الشديد فالانتحار او الكفر او تبديل الدين. فالجواب المختصر هو : الحد الفاصل هو ان الاستسلام للقدر دائم في حياة الانسان ويعتبر منهج حياة بينما للفشل مؤقت ومرحلي .

يُتبع للاجابة عن بقية اسئلتك :)

ماهو دوري في الحياة ؟

يقول كريشنا مورتي وكانط انه يجب عليك ان تعرف ذلك لوحدك واي انسان يجب ان يعرفه لوحده ولا يجب لاي فكر اعلى منك ان يرشدك الى هذا الامر فلكل انسان رحلة بحث ذاتية لاكتشاف دوره ونفسه في الحياة. تضع الديانات والمنظومات الفكرية اجابات جاهزة لهذه الاسئلة لكن كريشنا مورتي وكانط يقولون لك اولا لا تقبل كلامنا اصلا لكن من ناحية رأينا لا يجب ان تقبل اي رأي وتضع كل ذلك حسب مبادئك ومنطقك ومن ثم ترحل ( من نفسك الى نفسك ) في بحث عن دورك في الحياة وكل مرة تضيف مبدأ وشيئا لنفسك من ثم تزن تلك الافكار والمنظومات الجاهزة وتختار ما يوافقك تعدلها تستبدلها ومن خلال هذه العملية للبحث تعرف دورك.

الدور لا يمكن ان يُعبر عنه بكلمة او جملة ولا سيرة ذاتية. فالسيرة الذاتية لاب عامل تعني كل شيء للمدير لكن ولده ذو العامين لا يعرف اي شيء عنها ولا يهتم بها ويعتبر اباه بابا وحسب بابا الذي يضحكني والان هل هو موظف في شركة ام اب هو كلاهما ولا يقتصر دوره على شيء واحد وبما ان افق وعي الانسان ( وان شئت سمها روحا) لا نهائية – للعديد من الادلة العقلية منها ان الانسان الواعي اكتشف اللانهايات–لانهايات كانتور مثلا – واكتشف كانتور رياضيا ان اللانهاية انواع وهناك واحدة اكبر من الاخر ولا يمكن لشيء ان يحيط باللانهائي ان لم يكن في حد ذاته لانهائيا – بالتالي لما نخبرك بدورك لا ينتهي الكلام وينتهي الكون قبل ان ننتهي من الاجابة و للتسهيل نستعين بالوقت وبما ان الرب ذاته سبحانه (كل يوم هو في شأن ) واليوم مدة رغم انهم متعالي عن الزمان والمكان فكذلك بما ان الوعي الانساني قريب في طبيعته من الله اكثر من المادة نستعين بالوقت..

فما دور مثلا الصحابي الذي اتى للنبي عليه السلام وقال له اود الجهاد وقد تركت ابوي في البيت يبكيان فقال له اذهب فاضحكهما مثلما ابكيتهما. فدور الصحابي في تلك الفترة بينما هو يعود لمنزله ويفرح ابويه ويسليهما و ( دوره تسلية والديه) وفي وقت اخر ( جندي للدفاع عن المسلمين ) وفي وقت اخر ( اب لطفلين ) وفي وقت تاريخي اخر ( رجل في سلسلة سند للحديث او القرآن) وفي فترة اخرى شيء آخر..

كذلك لا يوجد دور عام يمكن وصفه بكلمة ..انما يوجد (غالبية وقتك في الدنيا ماذا توده ان يكون) لما تعرف هذا تحدد نفسك في اللحظة .مدار المنظومات الفكرية تقول لك ان تشعر باللحظة بالتالي ما دمت لا تعرف انت تسعى للمعرفة ولما تسعى للمعرفة تكتشف فالبحث عن دور هو دور بحد ذاته. لذا لما تسألني ما هو دوري في الحياة او دورك او دور اي واحد قد يختلف الجواب كل لحظة الى التالية وغير مهم ان تحيط بالدور العام ان كنت تقوم بواجباتك الجدية في كل وقت محدد لها لان الصورة العامة تتضح تماما لما تنتهي او تقترب من الانتهاء.

كيف يفترض بي أن أعمر الارض ؟

لما عرفنا أن دورك هو متغير مرتبط بالزمن .ذهبت انت الى الصورة الكبيرة للأمر وقلت كيف يفترض بي ان اعمر الارض من خلال المفهوم السابق الذي شرحته للدور الانساني الفردي في الكون. يمكن ان نقول ان دور الفرد الانساني في اعمار الارض يتم عبر خطوات :

  • تأمل الذات أولا وفهم القواعد المنطقية الفطرية. في هذه المرحلة يمكن الاستعانة بمن تأمل قبلك والاستفادة من تجاربهم مع عدم اخذها كمسلمات لا تخطيء. واهم شيء ستجد الاتفاق عليه هو الحس العام او المنطق الانساني.
  • تأمل ما حولك بهذا المنظار المنطقي. 'المنظار المنطقي ' الذاتي الذي اكتشفته بنفسك بعد عملية تاملك لذاتك وقتا كافيا وخرجت بمبادئك العامة له. وحتى ان كنت شاكا فيها لفترة من الزمن وهي مبادئك الذاتية فعليك ان تعمل بها مؤقتا حتى تستبدلها لكن الانسان الحكيم والعاقل لا يكون بلا مبدأ ابدا في اي وقت من الاوقات.
  • القيام بما يقتضيه (الوقت –الفترة الزمنية – الزمن) الذي انت فيه.
  • تكرار ذلك حتى معرفة دورك في الكون.

معرفة دورك في الكون تتطلب وقتا. ولو قلت لا الآن اريد فهذا عدم حكمة منك. لان الامور باوقاتها في هذا الكون اما كيف تحدد هذه الاوقات فالمعرفة ذاتها بوقتها أيضا. فقد يحل زمن شيء ما أ مثلا لكن لا يأتي وقت معرفة لماذا حل الشيء أ في ذلك الوقت ت بالذات الا بعد ذلك.

لهذا فانجاز مهامك المنوطة في الوقت وعدم تراكمها لا يعطله عدم معرفتك بدورك. فمثلا وقتك الان مطالب فيه بصلاة او تسوق للبيت او مراعاة مريض او مساعدة عاجز او دراسة مقرر او كتابة شيء او اداء عمل ووظيفة .فانجاز هذه الامور في اوقاتها ولمدة معينة بالتزام اخلاقي منطقي تام يعطيك بعد فترة فقط صورة اعلى واوضح ويوضح لك ما هو دورك ترك هذه الامور في فوضى والتجاهل والذهاب الى امور خيالية فتنازية واحلام اليقظة يعطل سيرورة الكون فعلا الكون الذي تراه انت ويجعل الامور فوضوية عشوائية لا رابط بينها –في نظرك طبعا – لكنها في اكوان اخرى ( اعني بشرا اخرين ) مرتبطة ومنتظمة وجيدة جدا . كلتخيص: كيف يفترض بك تعمير الارض؟ تامل نفسك تامل ما حولك بمنظار منطقي ذاتي افعل ما هو مطلوب منك في كل فترة تحل دون الالتفات لشيء آخر. عش في لحظتك وزمنك .واستمر حتى ترى الصورة الكبرى لحياتك.

كيف أضيف شيئا يستحق الاضافة؟

حسب الشرح الاول وكما قلنا ( مجرد وجودك ) هو اضافة ابداعية من خالقٍ –تسميه الديانات الله او المنظومات الفكرية بالمصمم والمهندس – ايا كان هي اضافة تنوع اصيلة بمعنى ليست مقلدة ولا مزيفة غير مكررة ولا قابلة للاستبدال.

فالجواب هنا هو مجرد الوجود هو اضافة تستحق. وقد خرجت من علم الله (في العدم المحض) الى الوجود بحكمة اذ الحكيم لا يفعل افعالا ليست حكيمة فهو اضافة حكيمة للكون. وتكون هذه الاضافة (أكثر حكمة ومنفعة) ان قامت بما يطلبه (الوقت منها ) في الوقت المحدد . لان مدار الأمر هنا هو ان الوقت لا يعود ابدا. لاتتردد بمناقشة هذه الافكار وافادتي بتعليقات او انتقاد او اسئلة عليها أما بخصوص الاجابات الاخرى تتبع عندما يحين وقتها :) .. شكرا لك .

أنا فعلا "أتامل " كي اجيب على اسئلتك احاول ان اربط في الجواب بين ثلاثة عناصر: التأمل - المعرفة المكتسبة من خلال التجارب الواقعية - المعرفة المكتسبة من خلال الكتب والعقول التي كتبتها. في وقت الانتظار استمتع معي بهذه الحلقة الجديدة من كلام فلسفة لنتابعها معا بعد ذلك بفترة ساجيبك ان شاء الله :) . http://bit.ly/2btxu3K صدرت بتاريخ 27/08.

أيضا لا يمكن ان اجيبك ما لم انهي هذا الكتاب الشيق وتلك الحلقة المميزة :) يمكنك قرائته أيضا معي ..

أنا أتاسف لأن هذا سياخذ وقتا لكن لن يمنعني من الجواب طول مدة التأمل لذلك لنتعلم معا حتى نجد الجواب. في الحقيقة هناك اجابات مبعثرة غير متناسقة في ذهني ولا اريد كتابتها حاليا لانها غير منتظمة ولا تزال تعاني فلسفيا وبالمناسبة أنا استفيد بالنقاش معك فعلا والاستفادة من بعضنا تقبل تحيتي ومودتي.

شكرا لك... حسنا لقد حاولت الاجابة على الاسئلة :) ارجو ان تفيدك . ساضعها هنا قد جاوبت حتى السؤال الأخير رغم ذلك سيكون لنا نقاشات اخرى ان شاء الله عندما تطرحين مواضيع اخرى اكون قد استفدت وتعلمتُ خلال ذلك الوقت معارف اخرى.

متى تخرج لمرحلة -المشاركة- متى تنتقل لمرحلة -الاضافة- ومتى تكتفي بالبقاء بمرحلة -التلقي- ؟ وعلى ماذا يعتمد هذا ؟

مالذي يجعل اشخاصا -اقل خبرة-قادرين على ايجاد مايضيفونه بينما اخرون يشعرون ان الاوان لم يأتي بعد

طيلة تأملي لحالتي الشخصية وحال أصدقائي الاكبر والاصغر سنا. لاحظت كيف يتطورون من مرحلة مجرد الوجود (والتي سميتها أنت التلقي ) الى مرحلة الاضافة والمشاركة. فلاحظت التالي. هناك دوما –فعلا- صنفان عامان من الناس الواعي واللاواعي يسميهم اخرون المتنور والعادي الصوفية مثلا تطلق عليهم العامة والخاصة وما اليه من المسميات وهذان الصنفان هما :

  • صنف واعي بذاته. يبدأ بتامل ذاته . يبحث عن دوره. يقضي فترة في البحث عن دوره. يجده. يبدأ في مرحلة الاضافة وهو واع بها.
  • صنف غير واعي بذاته . يستمر دائما بتأمل ما هو خارج ذاته. يتأثر دوما بما هو خارجي. يعيش مرحلة طويلة من عدم ايجاد دور له واضح في الحياة. النتيجة: تجبره الحياة (آلية عمل الكون- نظام العالم – سنة الله في خلقه) على اخذ دور وظيفي . يخلد هذا الفرد للدور الوظيفي دون اي تامل للذات. يبدأ في مرحلة الاضافة لكن دون وعي بها. النتيجان تخلصان في كلا النوعين الى "الاضافة لهذا العالم " حسب المبدأ الذي شرحناه " انه لا يوجد ما هو زائد في الكون ." ولماذا ؟ لان الكون خلقه حكيم عاقل واي شيء لا لزوم له ينافي الحكمة. فلزم ان كل شيء مجرد وجوده هو "اضافة اولية " او اضافة حد ادنى كما سميناها. نعود بعد هذا التأسيس الفكري للمفاهيم الى الجواب المباشر عن السؤال : متى تخرج لمرحلة -المشاركة- متى تنتقل لمرحلة -الاضافة- ومتى تكتفي بالبقاء بمرحلة -التلقي- ؟ الجواب المباشر هو : بعد مدة كافية من تأمل الذات الانسانية لنفسها. هناك الكثير من الاسئلة التي ستظهر بمجرد قولنا هذا مثلا ما هي المدة الكافية ؟ طبعا متغيرة حسب الفرد ولا يمكن الحكم عليها حسب الظروف ايضا .المهم فيها هو أنها يجب ان تكون. تأمل الذات يلغي الزمن لذلك من تامل ذاته ووجد هدفه في خمسين عاما نفس الشيء مع من فعل ذلك في عام فقط. قد يبدو هذا عجيبا لكنه صحيح. لانه بمجرد الوعي بالذات يلغى الزمن. لنضرب مثالا واقعيا كي يتضح الامر لنقل مثلا هناك مالك قناة بيو دي باي (بالإنجليزية: PewDiePie) وهو معلق ألعاب فيديو سويدي الجنسية عمره 26 عاما كيف وجد شغفه واضافته (التي يعتبرها البعض تفاهة محضة من وجهة نظرهم) في هذا السن الصغير؟.. نحن لا ندري مادام لم يحكي (مع أنه اجاب في فيديوهاته عن سؤال طرحه الناس المعادون له –يظنون أنني اضع مؤخرتي على الكرسي واجني الملايين؟؟ ) رغم ان هذا ما يحدث ظاهريا لاننا قلنا ان تلك العملية للانتقال للاضافة هي عملية ذاتية داخلية لكن المؤكد تماما ويقيني انه مر بتلك الحالة من "اكتشاف ان هذا هو " ما هو ؟ "هذا هو "أي الطريق للاضافة لهذا العالم عبر هذا العمل الذي يبدو (عبثا محضا ) وهو الجلوس واللعب والتعليق على الالعاب و جني الملايين ... لا بد ان ذلك التأمل حدث (ان كان واعيا انه يضيف شيئا للعالم ) عبر تأمل لبحيرة عبر قيادته للسيارة عبر قبلة لأم او طفلة عبر صديق مات بداء عضال هذا الـ"بيو دي باي" صاحب القناة نفسه تبرع بملايين الدولارات لمرضى السرطان وفي بداياته كان يسب كثيرا في تعليقاته ثم توقف عن ذلك من تلقاء نفسه والتزم به.. نحن لا نضربه مثالا كقدوة هنا نحن ندرس حالته ونَخلُص للتالي:
  • نحن لا نعرف الاخرين من داخل ذواتهم لذلك لا نعرف متى يكونون اضافة من عدمها لهذا العالم.
  • قد يكون من انتقل لمرحلة الاضافة قد انتقل اليها وهو لا يعي ذلك لذلك هو في مرحلة اضافة للعالم والكون لكنه غير واعي بها وهو مستوى اقل بكثير جدا من الوعي بها. لذلك لو انتقل فرد ما من العالم هذا الى مرحلة الاضافة في سن 6 مثلما فعل موتزارت الموسيقي ولم يعي بها لمدة سنوات طوال وانتقل بشري آخر لمرحلة الاضافة في سن الخمسين واكثر (مثل معظم الحاصلين على جائزة نوبل في العلوم كمثال) افضل منه بكثير لان الوعي بانك تضيف ليس كما تضيف بلا وعي. والزمن لا يحتسب في الموضوع.
  • من المؤكد حصول "تأمل ذاتي كافي " للفرد الذي يقدم اضافة للعالم لكنه يعي ذلك.
  • ليس من الضروري ان يحصل "تامل ذاتي كاف للفرد" الذي يقدم اضافة للعالم بلا وعي. لان ما يقدمه كاضافة هو "آلية طبيعية للعالم" لأن العالم كما هو يمضي قدما الى اين ؟ الى اعظم خير يمكن تصوره. واعظم خير يمكن تصوره "لانهائي". فالكل يمضي الى "لانهاية من الخير".
  • الاضافة لهذا العالم تختلف عن موضوع "التأثير على الاخرين والشهرة" والتي فصلتها في تعليق هنا: وتستلزم تفصيلا معمقا آخر.

لذلك اضافة الى انه يجب تأمل الحكمة التي تقول " لا تقارن الفصل الاول من حياتك بالفصل العشرين من حياة آخر" والتي يعترض عليها البعض بالقول : وكيف اقارن نفسي اصلا مثلا بابن الملك تشارلز الذي ولد للتو ولم يكتب اي فصل ؟ أو كيف اقارن ثروتي بثروة غستين بيبر والذي كان رضيعا لما تخرجتُ من الجامعة ؟ او طفل مثلا انتشرت صوره بشكل مهول وهو رضيع ولم احصل انا على الشهرة ؟ الاجابة تكون اسأل: هل هو يقدم اضافة للعالم بوعي منه ام بلا وعي ؟ ان كان بوعي منه يعني بوعي من ذاته وللعالم ولاضافته ما هي بالضبط بشكل واضح ومحدد. فهذا جميل ان كان يقدمها بلا وعي فغير مهم حقيقة ما يفعله لان ما يفعله هو عبارة عن الية طبيعية للكون يتقدم بها نحو هدف لانهائي من الخير. مجرد صامولة في آلة كونية شديدة التعقيد، بيدق في رقعة شطرنج يحسب نفسه ملكا.. قد تقول اوليس الذي يقدم اضافة بوعي هو في نفس الوضع ايضا مجرد صامولة؟.. لا لان الاجابة المهمة والضخمة هي: من يقدم اضافة للعالم بوعي يمثل ويشعر بالآلة الكبيرة نفسها بالصورة الكاملة بالرقعة بالملكين بالملكات بالوزراء بالذات الالهية بسمكة الرنجة باعماق المحيط بالضوء البعيد وبالنجم المحتمل ان يكون مأهولا على بعد عشرين سنة ضوئية!! لذلك لا يأسى من يقدم اضافة للعالم بوعي منه أنه يقدم شيئا ضئيلا واخرون يقدمون بوعي شيئا عظيما لان من يقدم بوعي كما قلنا يشعر بالكلّ وما قدموه بالصورة الكاملة لذلك المصطفى عليه السلام جمع الحطب مع صحابته في كُلٍّ متكامل لما توقفوا في الصحراء ليعدوا الطعام لانفسهم.

متى تنتقل لمرحلة الاضافة ؟

بعد مدة كافية من تأمل الذات تنتقل لمرحلة الاضافة. متى بالتحديد ؟ بعد ظهور علامات واضحة بذلك. العلامات دوما تأتي شديدة البطء. غامضة جدا اول الامر ثم تتسارع وتتضح ثم تكون واضحة جدا لما تاتي علامات كونية ذاتية في حياتك بشكل واضح جدا فهنا انت في مرحلة الاضافة. عموما يمكن ان نحصر هذه العلامات في التالي :

  • فترة تأمل كافية للانسان من ذاته لذاته دون التأثر بخارج الذات. تشمل هذه العملية الطويلة البطيئة تعلم التأمل والحوار مع الذات الداخلية –اللاوعي- الروح أيا كانت التسمية فهي غير مهمة. المهم هو العزلة الفكرية الذاتية للتأمل لمدة كافية –كل حسب ظروفه الذاتية -.
  • توفر القدرة الحسية في العالم الخارجي لانتقالك لمرحلة الاضافة. (تجتمع الاشياء المادية وتتوفر كي تتيح لك الاضافة فهي تعتبر علامة على حلول الوقت ربما تجتمع ببطء ووسيلة كل فترة من الزمن فيجب الصبر عليها والتأمل الذاتي حتى تجتمع كل الوسائل أو الحد الادنى منها).
  • توفر القدرة النفسية (او الروحية او الداخلية ايا ما شئت سمها) لانتقالك لمرحلة الاضافة. وكمثال : الذي يتعلم الدين مثلا او الطب او اي علم ما كيف يعرفُ انه ينتقل الى مرحلة الاضافة ؟ اضافة الى العلامات اعلاه فانه يجب ان يجد في نفسه راحة وصبرا وتقبلاً في اداء مهامه فان كان ضيق الخلق ومترددا ويجد صعوبات في تنفيذ مهماته فهذا لم يحن بعد فعلا وقت اضافته فلو شاهدت ممرضا او ممرضة مثلا وعجبت لوقوفه ساعات كاملة وتلقيه كما هائلا من طلبات الناس الجنونية وهو مع ذلك مبتسم واسع الصدر رحب يتكلم بطلاقة وكانه يقوم بعمل ممتد من روحه وجسده فهذا في فترة الاضافة وفي مكانه تماما ولا داعي لان نسأله كيف تفعل ذلك حقا انت مذهل لتحملك كل ذلك ؟ وهو لو القى السمع لتحمله كل ذلك سيتعب فورا وسيجد نفسه يقول فعلا انا احمل كل هم الناس ولا يهتم بي احد ويعود الى المرحلة الاولى تماما والتي دوائها بالتامل الذاتي لذلك كل المنظومات الفكرية تجعل مادة التامل الذاتي (تاملا في الهندوسية او اليوغا وصلاة في الديانات السماوية او فترة راحة في المنظومات الرأسمالية) تتكرر بشكل منتظم لهذا السبب وهو تجديد الطاقة النفسية للانسان وتغذية ذاته من ذاته.

ومتى تكتفي بالبقاء بمرحلة -التلقي- ؟

ما دمت لم تستقبل اي علامات او اشارات تدلك على خروجك من هذه المرحلة فيتوجب عليك من اجل صالحك البقاء في مرحلة تأمل الذات وتامل الذات لا يساوي التلقي التلقي هو عملية سلبية وهو مضر فعلا لان تامل الذات يتطلب العزلة والعزلة لا تعني الغاء الناس فالعارف كما يقولون منعزل بين جموع الناس كيف ذلك لان محل العزلة هو العقل او الذهن وانت تتحكم به وهو يستقبل الافكار ويحللها وبيدك ان تبقي ما تشاء منها وتطلق سراح ما تشاء لكن هذه العملية تتطلب صبرا وتعلما لذلك معظم الناس يتبعون منهجا معينا (دينا أو طريقة تأمل أو فكرة أو فلسفة ما ) ليقوموا بذلك وهي فعالة كل حسب طبيعته. في المراحل الاولى لتأمل الذات يكون هناك تشوش هائل جدا كانه ضجيج الف آلة في مصنع. لا تسمع حتى نفسك حتى صوتك الداخلي لا تسمعه الصوت الداخلي نقصد به الذات وحالة القلق التي يعاني منها الكثيرون الذين يعيشون بلا اهداف واضحة هي بسبب أن الذات تود ان تحدثك وانت لا تسمع ووعي الانسان بانه "كائن ثنائي وذاتين ويمكن ان يحدثها ويتحاور معها " من اهم المعلومات التي يمكن ان تفيده لان الكثيرون يفكرون بذاتهم ككيان واحد مما يؤدي دوما لصراع بين الذات وبين الجسد وبين مسامحتها او الغفران للنفس او التجاوز بين الجانب المضيء وبين الجانب المظلم بين النكران وبين التقبل والسلام الداخلي لانه يحسب ذاتها وحدة واحدة فاما انت تكون صالحة او طالحة بيضاء او سوداء مظلمة او منيرة ولا ظلال رمادية بين ذلك.

في هذه النصوص التي اجيب بها استعملُ العديد من المصطلحات التي لا اعني بها ما يقصده بها اصحاب الطوائف والافكار الجاهزة كالسلام الداخلي والذات والانا والوعي وما اليه من المصطلحات فأرجو فهمها في السياق الصحيح وكما هي هنا.

من أين تأتي القدرة على الضحك ؟ هل هناك طريقة لتعزيز هذه القوة ؟

النص الالهي المتمثل في القرآن مدهش للعقل والفكر فعلا. حتى من ناحية عقلية وليست دينية فقط. لذلك ما أروع التأمل في الاية التي تقول (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى.) لما نتامل كلمة انه هو اضحك نجد ان لمسة الهية شديدة الحنان هي وراء كل بسمة وضحكة رائعة تراها خلال الكون.

الضحك لغةً هو انفراج شيء منغلق على نفسه.. لنقل -نظرا لاننا تكلمنا كثيرا على تامل الذات اعلاه- انه من علامات الانتقال من مرحلة التلقي من الكون الى الاضافة فيه.

ادرج صلاح الراشد في صوتياته ملاحظة مهمة جدا ان لفظة 'ابتسم' في الاحاديث النبوية هي بمعنى 'ضحك' فعليا لانه لا يمكن ومن المستحيل ان تظهر نواجد انسان دون ان يضحك اي بمجرد الابتسام فقط.في الاحاديث الكثيرة التي تقول فابتسم حتى ظهرت نواجذه.

وهذا معنى جميل جدا فعلا ..

بعض الدراسات الفكرية التي قراتها عن الضحك والفكاهة ونفسيتها انها تكون عادة بسبب اكتشاف العقل او الذهن البشري لمفارقة ما. بمعنى لا يوجد ضحك او ابتسام دون وجود مفارقة ما هناك. بما ان الكون كله مفارقات لا معنى للحزن بمعناه العدمي الفلسفي لذلك فالضحك والسعادة هو المنطق الطبيعي للكون.. على الانسان على الاقل ان يضحك مرة في اليوم مع صديق او مع نفسه ان يبتسم على الاقل .. قد يكون ذلك بتذكر لحظات مضحكة للنفس او للاصدقاء واعادتها مرارا، الضحك مع الاصدقاء يولد رصيدا يمكن اعادته لما نكون وحدنا وهكذا من لديه رصيد في الضحك سيضحك مجددا اما من ليس له رصيد ففي الغالب سنيساق نحو المزيد من الكآبة والتجهم.

درج الناس بالاخص في الجزائر على قول (ان شاء الله خير) بعد ضحكهم لتوجسهم من وقوع شر محدق ..كأن الكون سيعاقب الانسان على لحظات ضحكه وسروره وان هذه اللحظات المقتطعة من السعادة (سيدفعون ثمنها غاليا) فلسفيا وفكريا يميل الانسان العادي للتصديق بهذا المفهوم (تلقي عقاب كوني على لحظات الضحك ) لكنه في اعماق ذاته يؤمن بذلك لسبب فكري اخر هو ان الانسان يفكر عندما يضحك : " هل ساضحك لما يموت فلان؟ هل يحق لي الضحك وعلي ديون سبعون الف ؟ هل اضحك وانا لم اصلي ؟ هل اضحك وانا لم اقرأ الفاتحة لابي منذ سنتين؟ هل اضحك وانا عاق هل وهل ؟ " بالتالي تقول له النفس اضحك يا قليل الحيا! الم تفعل كذا وكذا " وهذا كله ناجم على الخلط الفكري للانسان بين اللحظات وما تطلبه .. فمن كان له صبي فليتصابى له والسر في ان الانسان لا يستطيع ان يفكر في كل لحظة كانها شيء منفصل عن اختها هو "عدم قيامه بالتامل الذاتي لفترة كافية " لانه لو كان قام به لعرف دهاليز وخدع ومكر ذاته وامضاها على الصراط المستقيم.. والصراط الذي هو الطريق ايا كان اتجاهه في الكون هو مستقيم كيفما كان اتجاهه.وهذا ما نوه له الرائعُ بن عربي في كلامه عن الاية التي تقول "إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ " وما دام أن كل حيوان عاقل وغير عاقل بشرا او حيوانات هم دوّاب من ناحية عامة فلا احد فيهم خارج عن الصراط لانه في قبضة الحق فأين المخرج؟. هذه المسألة التي يسميها الوجوديون مازقا وجوديا ( ان تكون وان توجد ) مجرد وجودك هو مازق لكنه ليس كذلك. لان ان كانت ناصيتك تحت عناية حكيم فما الداعي للخوف؟

"الحكمة" هي نتاجُ التأمل الذاتي. ثم تطبيق نتائجه على الواقع وكل تأمل ذاتي لو اخذناه ايا كان ينطبق انطباقا تاما على لب الديانات والحكم الالهية حرفا فحرفا..لذلك من لا يملك التامل الذاتي وهم الجملة الغالبة من البشر وضعت لهم الديانات هذه المناهج الجاهزة كي يسهل الطريق عليهم لكن كل البشر الواعين والمتنورين لا يرضون بالنتائج الجاهزة حتى يصلوا اليها بأنفسهم كاطفال مشاغبين يريدون أن يتحققوا بانفسهم وهذا حقهم لكنهم قلة .. وهذا هو حال البشرية اليوم.

ابتعدنا عن الحديث عن الضحك كما اعتقد.. لذا سنلخص اجابة المقطع الاول من السؤال الاخير لك كالتالي: من أين تأتي القدرة على الضحك ؟

  • من تأمل مفارقة ما وقعت في العالم الخارجي عن الذات.
  • من عيش اللحظة التي وقع فيها ذاك التأمل او الرؤية دون مقارنتها بالماضي او المستقبل لان ذلك سيقلل من تلك القدرة وقد يعكسها تماما.
  • بفعل الضحك مرارا وتكرارا اي وجود رصيد للضحك يتم تكراره وتذكره بين الحين والآخر فمن قل رصيده منه قلت قدرته. و سنجيب على الجزء الاخير من استفسارك والذي يقول : هل هناك طريقة لتعزيز هذه القوة ؟ نعم حسب الملخص السابق:
  • معرفة ان هذا العالم تديره قوة اعلى ' الهية' صفتها طيبة ولا يجوز عليها الشر مطلقا. فالله طيب يحب الجمال حكيم كونه متقن الصنعة. فتأمل الشرور لا يجلب الضحك.
  • ما يبدو شرورا مثل سقوط رجل كبير ما امام شاطيء وضحكك عليه (تامل مفارقة السقوط –شر- وضحكك عفويا على المنظر –خير) التامل يعزز القدرة فمثلا لما ينطق الطفل الصغير بلثغة نضحك عليه (ضحك –سعادة –خير) لكن لو استمرت سنخاف ان يصبح حديثه كله كذلك لما يكبر (توجس-تفكير-شر) الخ..
  • عدم مقارنة اللحظة الراهنة بالتالية او السابقة.
  • تعزيز رصيدك من الامور الطريفة والمضحكة والمرحة قدر الامكان وبمقتضى الحكمة :) .

أدام الله أيام عزك وسرورك بنفسك.

كنقطة متناهية في الصغر في هذا الكون , ماهو دوري في الحياة ؟

الشي الذي يضيفه الانسان كانسان للكون هو "مجرد وجوده" كحدّ ادنى كاضافة. لا يوجد كائن زائد او ناقص فمجرد وجود 'كائن' الانسان ( بتلك التركيبة من ناحية الجسد والوعي فهو غير متكرر وغير قابل للاستبدال) والسبب هو ان الله لا يخلق شيئا مرتين وهذا معنى اسمه البديع والخلاّق.

فوجود الانسان ايا كان 'خيّرا هذا الانسان او شريرا ' (راجع حديثنا عن المباديء الاخلاقية في هذا الموضوع) هو اضافة ابداعية بمعنى مبتكرة للكون لا تتكرر وغير قابلة للاستبدال.

  • النقطة الثانية في الانسان كخصائص هو ان كل انسان من بني ادم خصيصا يملك الوعي. والوعي في تعريفي هو ( حيّزٌ لامكانيّ ذهني تحيا فيه الأفكار والكائنات العقلية) وهذه الساحة تتفوق على الكون لانه لا مكان ولا زمان لها هذا اولا مع انها متقيدة من خلال الجسد بهما. الا انها اكبر من الكون بسبب ان الوعي الانساني بامكانه التفكير برقم يفوق كل ذرات عدد الكون وهو رقم غراهام مثلا وهو بتعريفي كائن ذهني موجود في ذلك الحيز اللامكاني الذي سميناه الوعي ولو قلت لي كيف ثبت وجوده ؟ التفكير هو المثبت اذ ان العدم المحض لا يمكن التفكير فيه ولا الوجود أصلا. وبما ان الكون لنقل انه محدود مثلا في هذه اللحظة بالذات بححم اكس (بمعنى انه حتى لو كان يتمدد بمرور الزمن فلناخذه مثلا في هذه اللحظة) فاذا كان حجمه اكس في لحظة ت فالفكر والوعي البشري يمكنه التفكير بشيء اكبر منه فهذه الفكرة اين توجد ؟ ولنأخذ كل الاحتمالات ونحللها ونرى فان كانت هذه الفكرة توجد داخل الكون : فهذا يعني ان الكون يمكن ان يحتوي ما هو اكبر منه وهو معنى ان الجزء يمكن ان يحتوي الكل وهذا غير معقول وليس منطقيا .

خارج الكون ؟ في اي مكان؟ والكون هو محل المكان والزمان المتوفر لدينا. فثبت ان الوعي يمكث في لامكان ولا زمان بالتالي هو افضل من الكون من ناحية عدم تقيده وهو اكبر منه كما قلنا لانه لا مكان له. والكائن لما يكون لا مكان له يمكن ان يحيط بأي مكان من اي نقطة يريد. ولهذا السبب الله لا يتجلى (يظهر) في الكون بشكل ماديّ وهو جواب المفكرين الذين يقولون لماذا لا يتكلم لنا مباشرة أو يظهر ماديا لانه ان كان الوعي والفكر البشري لا يظهر لنا وهو بهذه لقوة فكيف بالرب تعالى.ولهذا خاطب الحق البشر من جهة الوعي فهو الطريقة المتاحة لهذا. وقد تسميها الادبيات الدينية بالروح لكني سميتها وعيا كي نتكلم من ناحية عقلانية بحتة.

لنخلص الامر نقول:

  • الكون وما فيه من كائنات : يتفوق على الانسان تقريبا في كل شيء . حتى الحشرات اشد منه بأسا وقوة احيانا من ناحية الصمود الكبر والعمر وما اليه.
  • الكون مقيد بالزمان والمكان.

الانسان :

  • من ناحية مادية بيولوجية : كل انسان هو تنوع اضافي لهذا الكون غير مكرر وغير قابل للاستبدال بمعنى ان مجرد وجوده اضافة للكون.

  • الوعي الانساني اكبر من الكون من جميع النواحي وغير مقيد بالمكان والزمان فهولا زماني ولا مكاني بالتالي يمكن لهذا الوعي: التفكير واثبات او نفي الكون والذات الالهية ومعرفة رقم واكتشاف كوكب لم يره بعينيه من قبل ووضع تواريخ دقيقة لبداية الكون ككل وحساب رقم اكبر من جميع ذرات العالم ككل في ذاته وداخلية وعيه..

  • مجرد رأي شخصي يحتمل الصواب و الخطأ -

هل وجودي يفرض علي بالضرورة ان يكون لي خلف ؟

لا

مالحد الفاصل بين الاستسلام للقدر والاستسلام للفشل ؟

الاستسلام للقدر هو قراءة الواقع بشكل صحيح و تقبله

الاستسلام للفشل هو قراءة الواقع بشكل خاطىء و تقبل قراءتك الخاطئة على أنها واقع و حقيقة دون اعادة النظر بشكل مستمر بأفكارك و قناعاتك و بالتالي الانتقال من فشل لفشل آخر

كنقطة متناهية في الصغر في هذا الكون , ماهو دوري في الحياة ؟ كيف يفترض بي أن أعمر الارض ؟ كيف أضيف شيئا يستحق الاضافة؟

الاضافة هي الاضافة

و كل شخص يضيف بقدر ما يستطيع

الانسان يعمل ما عليه بحسب قدراته و لا يجب أن يطالب بشيء يتجاوز قدراته

و هذا يعيدنا ايضا للنقطة السابقة

متى تخرج لمرحلة -المشاركة- متى تنتقل لمرحلة -الاضافة- ومتى تكتفي بالبقاء بمرحلة -التلقي- ؟ وعلى ماذا يعتمد هذا ؟

مالذي يجعل اشخاصا -اقل خبرة-قادرين على ايجاد مايضيفونه بينما اخرون يشعرون ان الاوان لم يأتي بعد

الانسان دائما بمرحلة التلقي

مرحلة الاضافة تأتي مع الوقت و الخبرة بمجال معين تستطيع الاضافة فيه

عادة يبدأ الانسان بالمشاركة بسبب عدم قدرته على السكون كما أخبرتك بسبب خبرتك بالمجال المحدد

كمثال

انت بارع بلغة برمجة محددة و جاءك سؤال تعرف اجابته .... هنا يمكنك ان تضيف و تعرف بذلك دون أن يخبرك أحد بأنك تستطيع تحقيق اضافة في هذا المجال (المثال مبسط جدا لايصال الفكرة فقط )

من أين تأتي القدرة على الضحك ؟ هل هناك طريقة لتعزيز هذه القوة ؟

هذا ربما يحتاج لمقال ... أو كتاب حتى

مع تحياتي


فلسفة

مجتمع لمناقشة واستكشاف الأفكار الفلسفية. ناقش المفاهيم، النظريات، وأعمال الفلاسفة. شارك بأسئلتك، تحليلاتك، ونصائحك، وتواصل مع محبي الفلسفة لفهم أعمق للحياة والمعرفة.

7.68 ألف متابع