هل وجودي يفرض علي بالضرورة ان يكون لي خلف ؟
الجواب العام هو : لا لا يفرض عليك ذلك . لكن هناك حالات خاصة يفرض عليك ذلك في حال كان مصير البشرية انقراضا وانتهاء متعلق بك. في تلك الحالة يفرض عليك وجودك أن يكون لك خلف لاستمرار البشرية ان قام الناس عنك بالمهمة في حفظ النسل فأنت حر تماما .
ماذا ان كانت شخصيتي وبيئتي تحمل عيوبا اعرف انها ستنتقل للجيل الجديد ؟
بخصوص الشخصية والجسد الامر متعلق بالجينات . والجينات حسب اخر دراسات العلوم واوثقها ( ديناميكة حركية ) وليست ثابتة بمعنى ان الجينات ليست لوحا محفوظا مكتوب فيه قدرك والدليل بعد خروج تقنية كريسبر كاس المهمة جدا حاليا في التعديل الجيني أصبح من الممكن علاج الجينات بالأثر الرجعي والتعديل عليها في الكائن الحيّ كما هو. لذلك فيمكن في حال العطب والخلل الاصلاح . ولا يمكنك ان تفرض على خلفك الا ياخذوا حقهم في المحاولة والتجربة في العيش اضافة الى هذا وذاك ما نسميه عيوبا وخللا في الشخصية والجسم وما اليه هو الظاهر فقط اما الباطن من ناحية عقلية ذهنية وكما يقول علم الاعصاب الحديث الاضطرابات في الحقيقة ليست نقائص بل هي ' طرق ابداعية للدماغ للوصول الى ما يريده فقط بطريقة غير مألوفة ' مما يعزز الابداع والتنوع البشري على نطاق واسع . (المصدر كتب اولفر ساكس ).
بخصوص البيئة: تقول الملائكة حسب القرآن العظيم : "أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا" ؟ . والجواب واضح .
بخصوص : لماذا آت بهم من العدم ؟. هنا انت غفلت عن الاسباب والمسببات ومن هم على الحقيقة . لانه" لا حول ولا قوة الا بالله" فلا شيء يقوم بلا فعل الله فيه فانت سبب وان قدّر الله خروج شخص بشري او ولادته من العدم فالامر ليس معتمدا عليك . .يقول احد الصحابة "اشْتَهَيْنَا النِّسَاءَ وَاشْتَدَّتْ عَلَيْنَا الْعُزْبَةُ وَأَحْبَبْنَا الْعَزْلَ فَأَرَدْنَا أَنْ نَعْزِلَ وَقُلْنَا نَعْزِلُ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا قَبْلَ أَنْ نَسْأَلَهُ فَسَأَلْنَاهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ : مَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَفْعَلُوا مَا مِنْ نَسَمَةٍ كَائِنَةٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلَّا وَهِيَ كَائِنَةٌ " رواه البخاري والحديث واضح وما لم يعتمد الامر عليك فكل ما أراده الحق كائنٌ في علمه ولما يريد ان يوجده يقول له (أي انه موجود في الازل اصلا وسلفا ) فيكون . فيكون في الواقع . وانت ضمن الاسباب سواء اردت فتكون سببا ام لم ترد لكنك لست أصلا له لانه موجود بايجاد الله سبحانه وتعالى وهذا مفهوم دقيق وجميل .ودليل اخر انك لست اصلا له لان الانسان لو اراد الولد ولم يرد الله ذلك لم يكن له ذلك ولو فعل ما فعل فهي مقدرات في علم المولى سبحانه.
مالحد الفاصل بين الاستسلام للقدر والاستسلام للفشل ؟
الاستسلام للقدر. مبنى على فكرة ان القدر لا يمكن تغييره. وهذا سوء فهم من الانسان . لانه حتى لو كان القدر مكتوبا بحيث لا يمكن تغييره ابدا ونحن ريشة في مهب الريح كما يقول ايليا ابو ماضي فالسؤال هو كيف عرفت انك كذلك هل اطلعت على اللوح المحفوظ ؟. القدر كما تريد ان تكون (والله يعلم ما تريد ان تكون ) ولك دوما حرية حتى لو بدت لك محدودة تلك الحرية هي التي تحدد اختياراتك ولان العقاب مع قدر محتم هو ظلم محض والله تعالى عن الظلم وحرمه على نفسه مع قدرته عليه فاتضح ان القدر هو علم الله لما ستأول إليه دون تدخل في تقييد حرياتك . والضابط في الامر هو الاستسلام لله لا للقدر لان القدر ضيق والله ' واسع حليم ' . ولو تأملت لمدة يوم في جلالة اسمه الواسع لاغدق عليك بمعارف تنير كل سؤال لك بالاخص هذ الاسئلة المحورية في الحياة .
الاستسلام للفشل مؤقت هو حالة (احباط ) و انقباض لعمل قمت به لم يأتِ أكله..وليس كالاستسلام للقدر لانه نهائي وقد يؤدي بالانسان للاكتئاب الشديد فالانتحار او الكفر او تبديل الدين. فالجواب المختصر هو : الحد الفاصل هو ان الاستسلام للقدر دائم في حياة الانسان ويعتبر منهج حياة بينما للفشل مؤقت ومرحلي .
يُتبع للاجابة عن بقية اسئلتك :)
التعليقات