مؤخرا وقعت بين يدي مقالة تلقفتها بسرعة، تقول بأن الأبحاث تنصح بتغيير المسكن كل عشر سنوات من أجل صحة نفسية وجسدية وعقلية متزنة، وشخصياً كانت لي تجربة خاصة في الطفولة مع التنقل من بيت لأخر بحكم عمل الوالد والضروف الأسرية والاقتصادية، وأعتقد أن تجربة التنقل تجربة متعبة .

على الصعيد الفلسفي، يُنظر إلى البيت أحيانًا باعتباره أساس من أسس الكينونة، أو ما يربط الإنسان بجذوره،ويأصله في العالم وليس مجرد الوجود في مكان ما، يخبرنا هايدغر أن المنزل ليس فقط مأوى أو المسكن ، بل هو طريقة يكون بها الإنسان في العالم، أنها نوع خاص من الوجود الذاتي المتفرد في العالم؛ أي أن البيت يُشكّل جزءًا من كينونة الـ Dasein وهويته ، الفيلسوفة سيمون ويل تقول أن الإنسان يحتاج أن يكون متجذّرًا في مكان، وأن هذا الإنتماء إلى مكان بعينه هو جزء من أساسيات النفس البشرية لكي نتمكن من بناء هوية ثابتة، حتى لا نشعر بالاغتراب ولا نشعر أننا نعيش في مُهجّرً داخليً في أنفسنا العميقةن لذلك البيت مرآة للذات ومنبع للذاكرة لذلك يرى بعض الفلاسفة أن حينما يُفقد الإنسان بيته ، لأي سبب كان، بسبب التهجير، التشريد، الحرب، التغير الاجتماعي، لا محالة يفقد جزءً من هويته، وذاكرته .

في اعتقادي البيت لا يستوجب أن يكون مكاناً فزيائياً ، يمكن أن يكون شخصاً نحبه، أو أو فكرة نؤمن بها، قد يكون المعبد أو المسجد عند أحدنا بيتاً، قد يكون دكانا ً أو مدرسة، البيت حيث يسكن قلبك وتهدأ مخاوفك وتزهر أحلامك .

ما رأيك في فكرة تغيير المسكن كل 10 سنوات، وماذا يعني لك البيت؟