فى الصباح قوة عجيبة تأبى لجفنيك أن ينعسا.
وما عساه أن يكون ذاك النسيم إلا مسحة لطف لقلوبنا، وزاد نتزود به لبقية اليوم.
وما عساه أن يكون هذا النور إلا شعاع أمل يتجدد كل صباح، رغم أن ما سبقه كان ظلمة حالكة .
فى الصباح سحر عجيب، أترى أن بعض السحر يكون علاج ودواء لجروح لن تداوى إلا برحيل عن الدنيا، لكن هذا السحر يجعلك تتغاضى عن كل كدر سيلقاك، أتراه سئ؛ إنه جميل حقا بأن يجعلك تكمل السير رغم الظلام الحالك؛ تكمل السير رغم أن قدماك لا تتحمل السير؛ رغم أن قلبك أضعف من أن يمد هذا الجسد الواهن بقوة تجعله يكمل السير، إن الجوارح لضعف هذا القلب تضعف، لكن رغم ذلك عليه أن يكمل السير، كالماء الجارى لا يتوقف فلا تتوقف مهما شعرت به من ضعف، ومهما كُسر هذا القلب، ومهما خذلت، لا تتوقف إلى أخر رمق، تمسك بما تؤمن به، فهو موضع سؤلك أنت وإن كفر الجميع به، أترى الحزن كأنه هنا؛ حين تركنا إيماننا وسِرنا نتخبط فى هوى الأخرين، لو أن هذا العقل تفكر، إنهم ايضا حائرون فى مكان العقل، أتراه فى القلب فهو موطنه أم فى الرأس، وكيف يكون التعقل والتدبر والنظر والفكر، أيكون بالعقل أو بالقلب أو ثمة ترابط بينهما لا يدرك إلا بمزيد صبر ومزيد نظر وفكر، وقبل كل ذاك مزيد ألم، إن الألم سبيل العلم على الدوام، ألا ترى لولا كل تلك الأمراض لما أكتشف الدواء، إن وجود المرض علة للبحث عن الدواء.
التعليقات