إحدى العبارات التي استوقفتني في كتابه "التأملات"، للفيلسوف والإمبراطور الرواقي ماركوس أوريليوس. وأعدت قراءتها عدة مرات، كون "الأمل" و"الخوف" كلاهما يعد سلاح ذو حدين بكل معنى الكلمة، فالأمل نفسه قد يصيب صاحبه بأشد أنواع الإحباط مع تكرار الفشل في تجارب مختلفة، أو مع تأخر وجود نتائج ملموسة في حياته تساعده على توقع الأفضل، ولكن -وللمفارقة- من دونه لا تستمر الحياة، فالأمل نفسه هو سبب صمود البعض والاستمرار يومًا بعد يوم في السعي حتى يصلوا إلى أي معنى!
أما بالنسبة إلى الخوف، فلا يسعني القول هنا سوى إنه "المحرك الأقوى" للبشر تقريبًا، ولا سيما الخوف من الموت مثلًا. والخوف أيضًا يمكن أن يكون سبب التحفيز وسبب شلل الحياة أيضًا، بمعنى أن "الخوف من ضياع فرصة" إما يساعد صاحبه في بذل كل مجهود ممكن للحصول عليها، أو الدخول في حالة من التشكك والخوف المزمن من الرفض، وعليه تضيع فرصته فعلًا في تحقيق ما يريده.
ولكن ما تطرحه تلك العبارة يشير إلى صفة أخرى، وهي "التقبّل" أو "التكيف"، فمن لا يخشى شيئًا، ولا يأمل أو ينتظر شيئًا، غالبًا يعيش حياته في حالة من الاتزان الداخلي العميق، ولكن أواقعيًا يمكن تخيل حياة بلا أمل ولا خوف؟ وهل تتفقون مع العبارة أم تجدونها تدعو إلى الاستسلام؟
التعليقات