تلك الكلمة المغلفة بالكثير "أمنية" أو "حلم" تحمل بين طياتها وكينونتها واقعاً وأنساناً ووقتاً.

الحال متذبذب متغير أو ثابت بعدما صار الحال او سيضحى الى منحى آخر جديد غريب وتستغرب؟ هذا ما تحصل عليه أن كنت تود كل شيء وهو لا تحصل على ما فعلياً وددته وتمنيته وتعرف بقرارة نفسك أنك توده أليس الحلم هبة؟ وهذه الهبة تحاول أن تسعى لها ومعرفة أن هدفك يكون بعيد بل لربما وصمته بالمستحيل لأنه ماذا عساه يكون سوى أمنية أو حلم أمل جميل ولو تحقق لن يكون مثلما تخيلته ربما يكون أفضل أو أقل وأيضاً لربما يكون مثلما تصورته ولكنك عشت الحلم قبل حضوره وهذا الذي تقوله الحياة أحب التجربة لا النتيجة فأن تعلقت بالأمنية أملاً أنك تريدها كاملةً مثلما تصورتها وطلبتها فلن يحدث الكمال هنا لا كمال هنا أبداً، وهذه الحقيقة هي من تخفف من وطئة الأمر ويكون مر عليك غير أنك ستقبل على مضاضة لأنه ماذا عساك تفعل وكما قال الشاعر "وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا" بالإضافة الى أنها هي هذه الحياة أعط نفسك ليس فقط قسطاً من الراحة حاول أن ترتاح فعلياً من هذا المنوال الذي كل الناس ينطبق عليهم وهو لن يحصلون على كل شيء يودونه بغض النظر عن تفسيراتهم إلا أن المنطق لا يعبث هنا ولن يعبث هذا القانون وهذه هي عين صروفه منذ ألف سنة ماضية وألف سنة ستأتي أخشى أنني لو عرضت لك كتاب أسمه "أماني الناس التي تمنوها قبل حضورها" ستُذهل من العدد والمجلدات والمكاتب وستذهل من الأماني نفسها بل ستجد أمنيات لناس هي بين يديك الآن فستجد من كتب "أود لو أنني قلتها" وستجد "ليتني لم أفعل ما فعلته" وستجد "أتمنى يا فلان أن تسامحني" وغيرها الكثير من الذي ستُصدم أن الناس يتمنوه أو ستصدم من أنها أمنية أصلاً وعلى سبيل المثال أكتب الآن بمحرك البحث أتمنى ودع التقنية تكمل أمنيات البشر الى مالا نهاية نعم هي هكذا هو الأمر هذا لو كانت أماني الناس مثل شلال لكان ينضخ نضخاً مرعباً وصوته متكون من أصوات مرعبة هي أشبه بصوت الوحوش والسباع والقنابل الهيدروجينية وهذا ليس بالضرورة أنه غير طبيعي فالأمنية هي الأمل وبلا الأمل كيف تخال حياة الفرد تكون بكلمة واحدة ستكون (شرسة) هنالك بهذه الحياة مقامات ورتُب وأهداف وهموم لن نصل لها وهناك ما سنصل له وهناك ما سنفقده وأيضاً هناك مايجب أن نحافظ عليه عبر تخيل أننا فقدناه لئلا فعلياً أن نفقده الحياة التي تطلبها بالشكل الذي أنت توده وفقط أنت لاحظ أنني أكلمك بلغتك وتصوراتك أنت لن يكون بالشكل الذي توده وهذا بسبب أنك لست وحدك بهذا العالم هناك الأقدمين والقادمين والحاليين وكلنا نعيش على المنطق والأمنية غير منطقية لأنها معنوية "أمنيتي تحققت بالأمس لغيري" مهما فعلت سيكون هذا هو الحال لأنك لن تحقق ولن يتحقق شيء لك إلا وحققه قبلك أحد وهنا تسمى أنت مبدع أن أبدعت وبدأت شيء جديد وقاعدة جديدة وفهم جديد غير أنه لن يناله الجميع بطبيعة الحال، أياً كان ما تطلبه ووضعته في سيل الأمنيات هناك من فاقك في أمانيه حسناً لا تسلط سيف حسدك عليه لأن الحسد أن خلته سُماً للابد فهذا شر منك أنك تشهر السيف حتى على الأماني وهي أمنية تستطيع أنت أن تتمنى غيرها وأفضل منها وهي تبقى أمنية معنوية أن أي أمنية في الحياة تُختزل بكونها أما منطقية أو غير منطقية جميلة هي الأماني سيل مرعب من الحروف والنيات، الأنسان هذا يحب الغموض وإلا لماذا تمنى شيئاً بالمستقبل والمستقبل غامض.