الإلحاد والقيم الأخلاقية (عندما يناقض الملحد نفسه )! !

في كل يوم اتيقن اكثر ان الالحاد امر مناقض للفطرة..

أوًلًا : أنت هنا تقارن بين ما قاله هذا الفيزيائي وبين أعماله ، وهذا لا يسيئ أبدًا للمعتقد الّذي ينتمي إليه ، فمثلًا هناك الكثير من المسلمون يسيئون إلى الإسلام ، وهذا لا يعني أنً الإسلام سيّئ ومثل ما يفعله ذلك المتطرّف الّذي يسيء للإسلام.

ثانيًا : لماذا في مجتمع حدّثني عن الإسلام ؟؟!

تريد من خــلال هذا الموضــوع كما فهمت من تعليقاتك الأخــرى، طرح فكــرة أن الملحـد لا أخلاق له، بعكــس المؤمــن الذي يستقي الأخلاق من الديــن الذي ينتمي له.

هــذه الفكــرة خاطئة بالطبع، لأن الأخلاق مفهوم بشري إجتماعـــي يتطوّر مع الزمــن بما تدّعيــه الحاجات الإنسانيـــة. فمثــلاً، دينــك أيها المسلم لا يجرّم الإتجــار بالبشـــر، الذي نسميــه اليوم عمل غيــر أخلاقــي، والإتجـار بالبشــر جريمة غيـر أخلاقيــة أبشع من الإغتصــاب، والسرقــة وتدمير الحياة الإجتماعيــة. فعندمــا، نرى متطرّف ينتمي إلى مجموعــة متطرفي الديــن الإسلامــي يغتصــب فتاة كما نشــهد اليوم بحجــة أنه يمتلكهــا ويحلل له الدين فعلته الشنيعــة، لا نقــول بأنه يمثــّل جميع المسلمون بما فيهم الذين يجرّمون تلك الأخلاق البذيئة والسيــئة، ونقول بما أنهم ينتمون إلى نفس المنهج فيعني أنهــم يتّبعون نفس الأفكار! هذا أيــضاً خطــأ. كذلك أمــور أخرى لايجرمها أو ينكرها دينك الإسلامــي تعتبرها اليوم عمل لا أخلاقــي.

المغــزى، أن الديــن ليس مصدراً للأخــلاق. كما طرحت في موضوع آخــر،

عندمــا تقراء كتاب Nanzan Guide to Japanese Religions تجــد دراسة إجتماعية مفصــلة تثبــت أن قرابة سبعون بالمئــة من شعـب اليابان لايعتبــرون أنفسهــم ينتمون لأي ديانــــة. غيــر أن أسم الديانــة لديهم كأسم القبيــلة لدينـــا. فهــم بالأصح ملحــدون، لو قمــت بزيارة عائلة يابانيـــة وكانت أخلاقهــم عاليـــة لايعني ذلك أنهم قرأو القــرأن ليتعلمــوا تلك الأخلاق، ولا يعني ذلك أن أخلاق الملحــدون أفضل من أخلاق المسلمــون عندما تقارنهم بعائلــة مسلمة أخــرى مثلاً. فالأخلاق، تطوّرت مع تطوّر الفكري والإنســـاني للبشريـّـــة.

كذلك، الإتهــام لا يعني الإدانـــة، حتـى لو أتهموك الناس كلهم والصحف كلهــم، أنا لا أدافع عن المتهـــم، لكن هذه حقيقـــة عليك تقبلهــا.

وكذلــك، عنــدما تناقض أفعــال لورانس كراوس أقواله، لايعنــي ذلك أن أقوالــه وأفكاره خاطئــة. كل مسلــم ينصح العالم بالصــلاة مع ذلـــك، الكثير منهم تناقــض أفعالهم أقوالهـــم، الكثيــر لايصلون الفجــر. ذلك لايثــبت أن كل المسلمون غير أخلاقيــون، وليس إثباتاً أيضــاً أن فكرة صلاة الفجــر فكرة خاطئة. كذلــك أفكار لورانس، لو خالفها هو بنفســة، لايثبت خطــأها ولا يثبــت ذلك عدميّة أخلاق الملحدون. كذلك عندما تجــد الملحدون يقــدمون اليوم للبشريـــة أكثــر من مايقــدمه المسلمون رغم الفارق العــددي، ذلك لايعنــي أن كل المسلمين لديهــم خلل أخلاقــي.

الديــن ليس مصــدر الأخــلاق، أنت اليــوم لا تغــزوا ولا تسبــي النســاء، لأنك تتبــع مصــدراً متطوراً للأخــلاق، رغــم أن دينــك لا ينكــر ذلك، لكــن في تلك، أنت لاتتبــع الديــن في إمتناعــك عن العمل الذي تعتبــرة البشريــّـة اليوم عملا لا أخلاقيــاً.

الإنسان الخلوق اليوم، لا يتبع الديــن كمصدراً للأخــلاق. تلك الأخلاق التي وصّى عليها أي ديـــن، موجودة قبــل الديـــن. وأخــلاق أخــرى تطوّرت وأستحــدثت بعد الديـــن. لذلــك الملحــد وغيــر الملحــد لا يحتـاج إلى ديـــن أو إلــه حتــى يكون إنساناً ذو أخلاق عاليـــة.

حتى خلفاء المسلمون كانوا يخطبوا في الصلاة الجمعة بالموعضة و يعود الواحد منهم لجوارية

ليس كأني أتحدث عن كل الخلفاء لكن هذا واقع لا ينكرة أحد من التاريخ

أخلاقك لا علاقة لها بدينك

دينك و أنا أشهد يكون نظام محاسبة و ضبط ذاتي لكنة ليس منبع الأخلاق

يمكنك الآن رفع دعوة تحرش جنسي على ريتشارد دوكنز في المحاكم أيضاً, هذا أمر سهل لكن هل يا ترى ستثبت هذه التهم؟ عند ثبوتها سيصبح الرجل مُدان

أيضاً ستالين كان ملحد, هل هذا يعني أن الملحدين كلهم مجرمين؟