حسنًا، عدت مجددًا! هل أشتقتم لي؟ ومن مكاني هذا أحب أن أرثي صديقنا الداعشي الراحل نور
التجاني، وأهدي له هذا الموضوع، سنشتاق لداعشيتك المريضة -ليس حقًا-.
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ(208) ﴾. (سورة البقرة ).
{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.
(256). سورة البقرة
النسخ، في اللغة له ثلاث معان، منها النقل، مثلما نقول "نسخ محمد المقال" أي نقله، والإبطال اذا قيل "نسخ الشيب الشباب" إذا أزاله وحل محله، أو أزاله ولم يحل محله شيئ آخر مثل "نسخت الريح آثار القوم"، وبالتأكيد أختلف اللغويون في تحديد أيهما الحقيقي -الأصل- وأيهما الإستعمال المجازي للكلمة، ومعهم أختلف المفسرون فيقول القرطبي في تفسيره للآية 106 من سورة البقرة:
http://quran.ksu.edu.sa/taf...الثالثة : النسخ في كلام العرب على وجهين :
أحدهما : النقل ، كنقل كتاب من آخر . وعلى هذا يكون القرآن كله منسوخا ، أعني من اللوح المحفوظ وإنزاله إلى بيت العزة في السماء الدنيا ، وهذا لا مدخل له في هذه الآية ، ومنه قوله تعالى : إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون أي نأمر بنسخه وإثباته .
الثاني : الإبطال والإزالة ، وهو المقصود هنا ، وهو منقسم في اللغة على ضربين :
أحدهما : إبطال الشيء وزواله وإقامة آخر مقامه ، ومنه نسخت الشمس الظل إذا أذهبته وحلت محله ، وهو معنى قوله تعالى : ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها . وفي صحيح مسلم : لم تكن نبوة قط إلا تناسخت أي تحولت من حال إلى حال ، يعني أمر الأمة . قال ابن فارس : النسخ نسخ الكتاب ، والنسخ أن تزيل أمرا كان من قبل يعمل به ثم تنسخه بحادث غيره ، كالآية تنزل بأمر ثم ينسخ بأخرى . وكل شيء خلف شيئا فقد انتسخه ، يقال : انتسخت الشمس الظل ، والشيب الشباب . وتناسخ الورثة : أن تموت ورثة بعد ورثة وأصل الميراث قائم لم يقسم ، وكذلك تناسخ الأزمنة والقرون .
الثاني : إزالة الشيء دون أن يقوم آخر مقامه ، كقولهم : نسخت الريح الأثر ، ومن هذا المعنى قوله تعالى فينسخ الله ما يلقي الشيطان أي يزيله فلا يتلى ولا يثبت في المصحف بدله . وزعم أبو عبيد أن هذا النسخ الثاني قد كان ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم السورة فترفع فلا تتلى ولا تكتب
آية السيف، بعيدًا عن عدم ذكر كلمة السيف في القرآن أصلًا، ولكن هذه الكلمة تشير لمقصد المفسرين من هذه الآية، وبعيدًا عن انه لا يوجد تحديد فعلي لموقع هذه الآية، ولذلك سنذكر جميع الآيات المتهمة بكونها آية السيف ونتحدث عن كل واحدة منهم بتفصيل بسيط، وقبل ذلك يجب أن نذكر أن آية السيف قيل عنها أنها نسخت أكثر من مئة آية، ومنهم من قال أكثر من مئتين، وأستمروا بالعد، وبالأسفل سنرى بعض الصور لآية السيف ومن أستدل بها، وقبل ذلك نورد رأي ابن العربي المالكي في أن أحكام الإسلام وآيات القرىن المتعلقة بالمشركين تشير إلى نوع من التدرج في الحكم حيث يقول في كتابه أحكام القرآن بتدرج أوامر الله بالتعامل مع المشركين والكفار فحين كان الرسول في مكة أمره الله بالصفح والإعراض وعندما هاجر للمدينة وقويت شوكته أذن بالقتال، ولما ازاداد الإسلام قوة فرض القتال [1].
فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) سورة التوبة
أشهر الآيات، حيث يستدل بها البعض على إطلاق قتل الكفار، وهنا بعض الملاحظات، أولًا أنصحك بالرجوع لسياق الآية -كتابته هنا سيجعل الموضوع كبيرًا جدًا- لأننا سنقتبس منه،
اولًا الآيات تتكلم عن مشركي قريش الذين نقضوا العهد مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-، كما أنها لا تؤمر بإطلاق القتل لكل المشركين، وأكبر دليل الآية السابقة لها تمامًا "إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَىٰ مُدَّتِهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ، كما ان فيها الأمر بإجارة المشركين إذا لجأوا للرسول، فما معنى هذا؟ كيف يكون هذا أمر بقتل المشركين جميعًا؟
اذًا ما العلة في قتلهم ؟ كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ ﴿٨﴾، اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٩﴾، لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ ﴿١٠﴾، وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ۙ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ ﴿١٢﴾، أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ أَتَخْشَوْنَهُمْ ۚ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿١٣﴾، أيكفي هذا لتوضيح هذه الحالة؟ ألا تبدو كاستثناء كما الحرب استثناء للسلام؟
القتال لم يكن لكفرهم، وإلا لما أجارهم الرسول، ولما استثنى العديد من الكفار، بل لأجل خيانة العهد والإعتداء، أما عن التوبة التي وعدهم الله بها فهي ما أوهم الناس بأن السبب هو الكفر، بينما هي لا تدل سوى على أن الله سيسامحهم هذه المرة اذا رجعوا إلى صوابهم وتابوا عما فعلوا
( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلا عَلَى الظَّالِمِينَ ) البقرة/193
قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29) سورة التوبة
أولًا القتال هنا مقصور على فئة من أهل الكتاب تتصف بصفات معينة وليس كل أهل الكتاب، ثانيًا الهدف منه هو دفع الجزية وليس إسلامهم.
ومن صفاتهم ما ذكر لاحقًا " يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴿٣٢﴾"، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۗ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٣٤﴾،
...وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴿٣٦﴾
السر في "كما يقاتلوكم" اي أن الشرط أن يبدأوا بالعدوان.
وبهذا يبدو أنه لا تعارض في معاني الآيات والآيات الأخرى الداعية للسلم، ويمكن الجمع بينهما كاستثناء، والتعارض هذا من أسباب استخدام النسخ، ولكن لو لم يكن هنالك سبب للنسخ فلماذا ننسخ؟ بالتأكيد الموضوع مفتوح للنقاش وأن يأتي كل من يريد بآيات أخرى ونرى ما لدينا، وأيضًا وضعت هنا نبذة عن النسخ في القرىن لأنني لم اقرأ بعد كفاية عنه لأحدد موقفي منه، يمكنك قراءة هذا المقال لأن فيه شرح مبسط لبعض أمور الناسخ والمنسوخ
http://www.hurras.org/vb/sh...ومما لا يخفى عليكم أن هذا المقال مستسقى من إحدى أصدارات مكتبة الإسكندرية -لديهم بضعة اصدارات جميلة حقًا-، وهذا هو المقال الحقيقي
https://www.bibalex.org/Att..._________________________________________________________________
[1]
https://archive.org/stream/...
التعليقات