هل حديث العشرة المبشرين بالجنة صحيح ام هو مجرد ضعيف ؟ فإذا كان ضعيف فما هو دليل على ضعفه؟ كل هذا سيتبين في هذا المقال

حديث العشرة المبشرين بالجنة

عن عبد الرحمن بن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أبو بكر في الجنة, وعمر في الجنة, وعثمان في الجنة, وعلي في الجنة, وطلحة في الجنة, والزبير في الجنة, وعبد الرحمن بن عوف في الجنة, وسعد بن أبي وقاص في الجنة, وسعيد بن زيد في الجنة, وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة) رواه الترمذي وصححه الألباني.

وفي رواية عن أبي داود وغيره عن سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي سَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ: عَشْرَةٌ فِي الْجَنَّةِ: النَّبِيُّ فِي الْجَنَّةِ، وَأَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ، وَلَوْ شِئْتُ لَسَمَّيْتُ الْعَاشِرَ, قَالَ: فَقَالُوا: مَنْ هُوَ؟ فَسَكَتَ, قَالَ: فَقَالُوا: مَنْ هُوَ؟ فَقَالَ: هُوَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ.

فإن هذين حديثين يبينان بوجود عشرة مبشرين بالجنة بشرهم رسول الله بالجنة هم ابو بكر وعمر وعثمان وعلى وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص الذى هو سعد بن مالك وعبد الرحمن بن عوف و سعيد بن زيد ولكنى عندما بحثت وراء هذا الحديث وجدت رواية في صحيح البخاري تضعف هذا الحديث

حديث سعد بن أبى وقاص الذى يضعف حديث العشرة المبشرين بالجنة

روى في صحيح البخاري أن سعد بن أبى وقاص قال ما سَمِعْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ لأحَدٍ يَمْشِي علَى الأرْضِ: إنَّه مِن أهْلِ الجَنَّةِ، إلَّا لِعَبْدِ اللَّهِ بنِ سَلَامٍ، قالَ: وفيهِ نَزَلَتْ هذِه الآيَةُ {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ} [الأحقاف: 10] الآيَةَ

فإن فى هذا حديث يقول سعد بن أبى وقاص صراحة (أحد عشرة المبشرين بالجنة) أن النبى لم يبشر أحد بالجنة الا عبد الله بن سلام وهذا حديث بذلك ينسف حديث العشرة المبشرين بالجنة ولكن وجدنا أهل السنة والجماعة يحاولون جمع بين حديث العشرة المبشرين بالجنة وحديث سعد بن أبى وقاص وهى بالتالى

محاولة الاولى للجمع بين حديثين: سعد بن أبى وقاص بقصد أنه لم يكن هناك أحد ممن بشرهم النبى بالجنة حيا الا سعد وعبد الله بن سلام ولم يرضى أن يقول عن نفسه أنه من المبشرين بالجنة كراهية تزكية نفسه

الرد الاؤل : قولهم إنه لم يبقى أحد حى ممن بشرهم النبى بالجنة الا سعد وعبد الله بن سلام حينئذ هذا قول خاطئ وضعيف

لأنه حينئذ سعيد بن زيد(أحد عشرة المبشرين بالجنة)كان حيا وبل وتوفى بعد عبد الله بن سلام لأن سعيد بن زيد توفى عام 51ه‍ وقيل 52ه‍ وعبد الله بن سلام توفى عام 43 فكيف لم يبقى أحد ممن بشرهم بالجنة الا عبد الله بن سلام وسعد بن أبي وقاص وقد كان سعيد موجودا وبل توفى بعد عبد الله بن سلام

اما موضوع تزكية سعد نفسه فهذا مردود عليه لأن دليل آخر  روى في فصائل احمد بن حنبل 

عن مصعب بن سعد قال: «كان رأس أبي في حجري، وهو يقضي. فبكيت، فرفع رأسه إلي، فقال: أي بني ما يبكيك؟ قلت: لمكانك وما أرى بك. قال: لا تبك فإن الله لا يعذبني أبداً، وإني من أهل الجنة» فكيف لرجل كره تزكية نفسه في الدنيا يزكى نفسه وهو على وشك لقاء ربه يقسم على الله ويقول والله لا يعذبنى الله ابدا كأنه بيده مفاتيح الجنة والنار

محاولة الثانية ربما سعد لم يعلم بحديث عشرة المبشرين بالجنة

وهذا قول ضعيف مردود لان سعد اجتمع بالعشرة المبشرين بالجنة فيعقل أنهم لم يخبروه بذلك

ورواية الذى عرضنها لكم يقول فيها سعد أنه من أهل الجنة فهل هناك رواية يبشر رسول الله سعدا بالجنة الا رواية عشرة المبشرين بالجنة ورواية أخرى ساعرضها لكم الان وهى

عن سعيدِ بنِ زيدٍ رضي اللَّهُ عنهُ ، قالَ : أشهدُ على التِّسعةِ أنَّهم في الجنَّةِ ، ولو شهدتُ على العاشِرِ لم آثَمْ . قالَ : قيلَ لهُ : ولِمَ ذاكَ ؟ قالَ: كنتُ معَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بِحِراءَ فقالَ : اسكُن حراءُ فإنَّما عليك نبيٌّ أو صدِّيقٌ أو شهيدٌ قالَ : وقيلَ : من هم ؟ قالَ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : أبو بكرٍ ، وعُمَرُ ، وعثمانُ ، وعلِيٌّ ، وطلحَةُ ، والزُّبيرُ ، وسعَدٌ ، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ . قالَ : قيلَ : فمنِ العاشِرُ ؟ قالَ : أنا

المصدر الامتاع لابن حجر العسقلاني والحديث صحيح

فالنبى يقول إن كل من على غار حراء ينقسمون إلى ثلاثة أقسام

نبى هو رسول الله

صديق هو أبى بكر الصديق

شهيد وهم باقى عشرة المبشرين بالجنة

ومصير هؤلاء الاقسام معلوم فى كتاب الله

قال الله عز وجل في كتابه العزيز :( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا )

فأذن الحديث هذا بشارة واضحة لهؤلاء العشرة بالجنة وطبعا سمع سعد هذا الحديث لأنهم على غار حراء معا ومستحيل أن لا يكون قد سمع هذا الحديث ايضا