من المعلوم أنَّه ما نزلَ بلاءٌ إلا بذنب ولا يُرفع إلا بتوبةٍ صادقةٍ فإذا نزلَ البلاءُ بفردٍ فليعلم أنَّه ما نزلَ إلا بذنبه فعليه بالتوبة حتى يُرفع هذا البلاء
وإذا نزلَ البلاءُ بأمةٍ فلتعلم أنَّه ما نزلَ إلا بذنوبها فعليها بالتوبة حتى يُرفع هذا البلاء.
فمسألة غلاء المعيشة وكون الغلاء والفقر بِقَدَر الله لا يَمنع كونه بسبب ذنوب بني آدم
فهذا بذنبى لا بذنب غيرى
قال جل وعلا:( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ )
يقول الشيخ السعدي – رحمه الله- :" يخبر تعالى أنه ما أصاب العباد من مصيبة في أبدانهم وأموالهم وأولادهم وفيما يحبون ويكون عزيزا عليهم، إلا بسبب ما قدمته أيديهم من السيئات، وأن ما يعفو اللّه عنه أكثر، فإن اللّه لا يظلم العباد، ولكن أنفسهم يظلمون ". تفسير السعدي ( ص 759)
فانتشار الفساد وارتفاع أسعار السلع في الأسواق وإصابتها بسبب عدم شرائها بالتلف والكساد ما هو في الحقيقة إلا بسبب كثرة الذنوب والبعد عن طاعة علاَّم الغيوب،
يقول تعالى:(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )[ الروم :41].
يقول الإمام القرطبي-رحمه الله-:
"أي ظهر قِلَّةُ الغيث وغلاءُ السِّعْرِ.(بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ)...".تفسير القرطبي ( 14/41)
وللتوضيح أكثر إضغط على الرابط..