حين تسمع كلمة ذكاء صناعي تفكر غالبا في أفلام الخيال العلمي التي تتحدث عن الروبوتات التي ستتمرد على صانعها وتغزو العالم وتقتل جميع البشر. سيناريو مكرر ومعروف ويتوقع الكثير من الناس أنه ممكن الحدوث في المستقبل. لكني لم أستطع أن أكون من هؤلاء.

عندما أسمع عن الذكاء الصناعي أفكر في بلوغ الآلة أقصى قدر من الذكاء تستطيع الوصول له لتسهل علينا ما نقوم به من أعمال مختلفة. إنها ببساطة الاختراع الذي يسمح للإنسان بالتوقف عن التفكير في صغائر الأمور وتركها للآلة بينما يهتم هو بالأشياء الأكبر.

الوجه الأكثر شهرة والذي نتعامل معه بشكل يومي من الذكاء الصناعي هو الهاتف الذكي الذي في أيدينا طوال الوقت. فعلى حسب استخدامنا وتفضيلاتنا يتوقع التطبيق أو الموقع ما سنريده في المستقبل ويقترحه علينا. والمثال الأوضح على ذلك هو توجيه دعايا المنتجات للفئة المستهدفة فقط دون بقية الفئات. يرى البعض أن ذلك شيئا مزعجا أو خطيرا. لكنى لا أراه كذلك. فإنه بشكل أو بآخر يسهل علي التصفح والشراء. ولا يجبرني على شراء شيء لا يعجبني مثلا. والأمر لا يختلف كثيرا عن وسائل التسويق التقليدية حين كانت توضع إعلانات معينة أمام المدرسة مثلا لأنها تستهدف فئة الطلاب. فقط أصبح الأمر إلكترونيا.

نعم، أنا سعيدة بتذكر هاتفي وتطبيقاته للأماكن التي أزورها باستمرار ونوعية الأفلام والموسيقى التي أحبها وكلمات السر العديدة التي بالتأكيد سأنسى بعضها في يوم من الأيام وأحتاج لمن يذكرني أو ما يذكرني لنكون أكثر دقة. فهو كدفتر ملاحظات عملاق ينقلك مباشرة للصفحة التي تريدها دون عناء البحث. شيء رائع!