في قرية نائية قليلة السكان بلا اشجار تظلها اول شيء اسمعه مع بزوغ الطيف الاول للشمس هو تغريد الحمام فوق حواف الجدران وقتها كنت احب بيت جدتي كثيرا وللآن عندما اسمع تغريد الحمام شعور بالسعادة والأمان يغمرني

كنت ارى حينها عمي يمسك حمامات وينزع منها ريشات طويلة آخر الجناحين وعندما سألته لما يفعل ذلك قال كي لا تطير حتى تتعود على المكان ويسمونه "حمام مقصب" لكن بعد فترة تنمو ريشات جديدة لهن ولا تنسى تلك الحمامات الطيران فتحلق ثانية لكن ومن الموجع انها تنسى الطريق ولا تستطيع ان تبتعد اكثر من اعلى حواف الجدران وكنت أستغرب كيف لطائر بتلك الجناحات الجميلة ان يحرم نفسه من التحليق بعيدا وبدل ان يعشش على شجرة يعشش في اناء بلاستيكي معلق على جدار لا اعرف تماما كيف تفكر الطيور لكني اعرف اننا نحن البشر لسنا كالمفترسات حيث تسلب الحياة لكننا ابشع من ذلك حيث نسلب الحرية

كان يخبرني أبي ايضا ان "الطير الحر ميتخبطش" اذا تم الامساك به وأنّى له الا يتخبط وقد كان يسامر السحاب! يقال هذا المثل كناية عن الروح الشجاعة التي تخجل من اظهار خوفها او هلعها فهي تستكين لقدرها وان كان هو الموت

وكان ذلك يؤلمني بطريقة ما فلطالما اعتبرت نفسي طائرا حرا مقصب الجناحين عليه الا يتخبط وقد امسكوا به وان يغني بحزن كل صباح للحرية المسلوبة فوق حافة جدار او داخل قفص