لقد التهمتي كما تلتهم الأسود الأرانب دون أن تترك لها أثرا( كنت أبالغ في حب هذا التعبير حتى أصابني)، مدينتي التي هربت نحوها من بحر لا أحبه، يغرقني موجه إذ لامس ركبتاي، أعلم أن لا أحد يغرق من هذا اللمس، لكنه يغرقني فأهرب...

مدينة أصلي و فصلي و كل مابه يكتمل وجودي المادي و المعنوي لا تحبني، بكل هذه البساطة، كشخص لا يحب الشتاء، وآخر لا يحب غمس الخبز في كأس حليبه ، كأخرى لا تحب عصير القصب، كخوفه من الموت وحيدا...

لا أجيد الغناء لكنني أراقبها، أطفأت قنديلها و أصبحت في المساء وحدها ، أحنو على وحدتها فأقترب ، تغلق في وجهي نوافذها دون مبالاة لطول مسافة قطعتها بلا حذاء، تنكرني، أحب لون سماءها.. تكرهني