لا أحد بلا ماضي.. ماضي به الذكريات المؤلمة نتيجة الأخطاء الغير مقصودة وتبوابعها الكارثية، فجميعنا إرتكب الأخطاء خلال الماضي ضمن فترة المراهقة، فلا أحد مثالي.

ولكن هًناك من حمل تبعات أخطاءه وذكرياته المؤلمة عنها فوق ظهره، ومشى بها الأيام، يحمل شعور الذنب والندم ويلوم نفسه والمحطين حوله وقتها، وكأنها عجلة لا تتوقف عن الدوران أبدًا!

بالتأكيد هذا لا يعني التنصل من الأخطاء التي نرتكبها، وعدم الأعتراف بها أو محاولة تصحيح ما كان قدر الإمكان، لكن أيضًا لا يعني الأنسحاق في الماضي، والتغافل عن الحاضر والمستقبل.

عبر تنامى الشعور بالذنب والندم داخلنا تجاه تلك الأخطاء، فنجد انفسنا كما لو كنا بداخل قبو مظلم طويل، يطبق على أرواحنا ويفنيها، فيتحول الماضي لعبء ثقيل، يفقدنا لذة الحياة والشعور بالسعادة. وهذا ما يقع فيه الكثيرين منا، أنا وأنت وجميعنا عرضه له.

فكيف الخلاص من قبو الماضي؟

علينا بالتوقف الفوري عن التمسك بالماضي، ولوم النفس، فهذا لن يغير شيئًا! الماضي ماضٍ، لا يمكننا تغييره، فما حدث قد حدث، والتفكير فيه سيزيد الأمر سوءًا، ويعيدنا خطوات وخطوات للخلف، خاصة وأن طريقة نظرتنا لذاتنا تؤثر على نظرة وتقدير الأخرين لنا.

كما أن التفكير في أخطاء الماضي لن يولد سوى مزيد من الحزن والقلق، ومضاعفة الشعور بالذنب والندم، مما يمحو الدافعية، ويقلل من حجم إنجازاتنا الشخصية، ويجرنا لجلد الذات، بينما نحن نحتاج للتقدم إلى الأمام، التمتع بالحياة وما فيها، ومحاولة السير في كل الطرق التي يمكنها تخليصنا من قبو الماضي...