الرحيل هو سنة من سنن الله على الأرض، فلا شيء يدوم في حياة فانية. يرتبط الرحيل في حياتنا بمشاعر الحزن و الأسى و غالبا ماتتطور الأمور تبعا لدرجة تعلقنا بالشخص الراحل. و تختلف عقباته أيضا باختلاف مسببات الرحيل ففقداننا لأشخاص قريبين من قلوبنا بسبب الموت و على الرغم من ما يسببه من ألم، يبقى أقل وطأة من إنهاء من تحبه لعلاقته بك و إخراجك من حياته، الأمر الذي غالبا ما يدخل بنا في دوامة من المشاعر المتضاربة.
أعتقد أن من حق أي احد أن يرحل من حياتك في أي وقت شاء، لن تستطيع منع أحد من فعل ذلك مهما كانت مكانته في قلبك، حري بك في هذه الحالة أن تسمح بالرحيل بهدوء لأن تشبثك بعلاقة لم تعد مهمة بالنسبة للطرف الاخر لن يجر عليك سوى المزيد من الأذى. تبنى العلاقات الإنسانية على التزام من الطرفين، فالأمر أشبه بخيط يمسكه الاثنين معا يحافظان عليه معا و يحميانه معا، أما إذا ما أفلت أحدهما طرف الخيط فلا جدوى من تشبث الآخر به. حارب من أجل طموحاتك و أحلامك أما الأشخاص فدائما ما يرحلون.
الأمر لا يستدعي أي نوع من أنواع الحقد و الكره، نرحل عن حياة البعض، كما يرحل البعض عن حياتنا، و الكل يبحث عن سعادته و راحته، و المسألة هنا توضح مدى سذاجة الوعود و العهود التي يقدمها الناس لبعضهم البعض في بداية العلاقات أو في مرحلة ازدهارها، علينا الإيمان بأن الزمن و الظروف قادرة على تغيير كل شيء، لا أنكر أن هذا الإيمان قد يفقدنا شيئا من متعة الحب و لكن الوقاية تبقى دائما خيرا من العلاج.
هذا ما تعلمته فيما يخص التعامل مع الرحيل ماذا عنكم؟
التعليقات